الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً } * { قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً } * { قَالَ ٱذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُوراً } * { وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي ٱلأَمْوَالِ وَٱلأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً }

قوله تعالى:

{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ } - إلى قوله تعالى - { وَشَارِكْهُمْ فِي ٱلأَمْوَالِ وَٱلأَوْلادِ } [61- 64]

6426/ [1]- و قال علي بن إبراهيم: ثم حكى الله عز و جل خبر إبليس، فقال: { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ } إلى قوله { لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً } أي لأفسدنهم إلا قليلا، فقال الله عز و جل: { ٱذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُوراً } و هو محكم وَ اسْتَفْزِزْ أي اخدع { مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي ٱلأَمْوَالِ وَٱلأَوْلادِ } قال: ما كان من مال حرام فهو شرك الشيطان، فإذا اشترى به الإماء و نكحهن و ولد له، فهو شرك الشيطان، كما تلد منه، و يكون مع الرجل إذا جامع، فيكون الولد من نطفته و نطفة الرجل إذا كان حراما.

وفي حديث آخر: إذا جامع الرجل أهله و لم يسم، شاركه الشيطان.

6427/ [2]- محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى و عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في معنى: و لا تجعله شرك الشيطان، قال: قلت: و كيف يكون من شرك الشيطان؟ قال: " إذا ذكر اسم الله تنحى الشيطان، و إن فعل و لم يسم أدخل ذكره، و كان العمل منهما جميعا و النطفة واحدة ".

6428/ [3]- و عنه: عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد و عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله جميعا، عن الوشاء، عن موسى بن بكر، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " يا أبا محمد، أي شيء يقول الرجل منكم إذا دخلت عليه امرأته؟ ". قلت: جعلت فداك، أ يستطيع الرجل أن يقول شيئا؟ فقال: " ألا أعلمك ما تقول؟ " قلت: بلى. قال: " تقول: بكلمات الله استحللت فرجها، و في أمانة الله أخذتها، اللهم إن قضيت لي في رحمها شيئا فاجعله بارا تقيا، و اجعله مسلما سويا، و لا تجعل فيه شركا للشيطان ".

قلت: و بأي شيء يعرف ذلك؟ قال له: " أما تقرأ كتاب الله عز و جل، ثم ابتدأ هو: { وَشَارِكْهُمْ فِي ٱلأَمْوَالِ وَٱلأَوْلادِ } فإن الشيطان يجيء حتى يقعد من المرأة كما يقعد الرجل منها، و يحدث كما يحدث، و ينكح كما ينكح ".

قلت: بأي شيء يعرف ذلك، قال: " بحبنا و بغضنا، فمن أحبنا كان من نطفة العبد، و من أبغضنا كان من نطفة الشيطان ".

السابقالتالي
2 3