قوله تعالى: { وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً } - إلى قوله تعالى - { وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي ٱلْقُرْءَانِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَىٰ أَدْبَٰرِهِمْ نُفُوراً } [45- 46] 6393/ [1]- علي بن إبراهيم، قال في قوله تعالى: { وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً } يعني يحجب الله عنك الشياطين { وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِيۤ ءَاذَانِهِمْ وَقْراً } يعني صمما. قال: قوله: { وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي ٱلْقُرْءَانِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَىٰ أَدْبَٰرِهِمْ نُفُوراً } قال: كان رسول الله (صلى الله عليه و آله) إذا تهجد بالقرآن تستمع له قريش لحسن صوته ، و كان إذا قرأ{ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ } [الفاتحة: 1] فروا عنه. 6394/ [2]- الطبرسي في (الاحتجاج): عن موسى بن جعفر (عليهما السلام): " قال يهودي لأمير المؤمنين (عليه السلام): إن إبراهيم حجب عن نمرود بحجب ثلاث، قال علي (عليه السلام): لقد كان كذلك، و محمد (صلى الله عليه و آله) حجب عمن أراد قتله بحجب خمس، فثلاثة بثلاثة واثنان فضل، قال الله عز و جل و هو يصف أمر محمد (صلى الله عليه و آله):{ وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً } [يس: 9] فهذا الحجاب الأول{ ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً } [يس: 9] فهذا الحجاب الثاني{ فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ } [يس: 9] فهذا الحجاب الثالث ثم قال: { وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً } فهذا الحجاب الرابع، ثم قال:{ فَهِىَ إِلَى ٱلأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ } [يس: 8] فهذه حجب خمس ". 6395/ [3]- العياشي: عن زيد بن علي، قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فذكر{ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ } [الفاتحة: 1] فقال: " تدري ما نزل في{ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ } [الفاتحة: 1]؟ " فقلت: لا، فقال: " إن رسول الله (صلى الله عليه و آله) كان أحسن الناس صوتا بالقرآن، و كان يصلي بفناء الكعبة فرفع صوته، و كان عتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة و أبو جهل بن هشام و جماعة منهم يسمعون قراءته - قال و كان يكثر قراءة{ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ } [الفاتحة: 1] فيرفع بها صوته- قال- فيقولون: إن محمدا ليردد اسم ربه ترددا، إنه ليحجه، فيأمرون من يقوم فيستمع إليه، و يقولون: إذا جاز{ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ } [الفاتحة: 1] فأعلمنا حتى نقوم فنستمع قراءته، فأنزل الله في ذلك { وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي ٱلْقُرْءَانِ وَحْدَهُ } - بسم الله الرحمن الرحيم - { وَلَّوْاْ عَلَىٰ أَدْبَٰرِهِمْ نُفُوراً } ". 6396/ [4]- عن زرارة، عن أحدهما (عليهما السلام)، قال في{ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ } [الفاتحة: 1]. قال: " هو أحق ما جهر به، فأجهر به، وهي الآية التي قال الله: { وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي ٱلْقُرْءَانِ وَحْدَهُ } - بسم الله الرحمن الرحيم - { وَلَّوْاْ عَلَىٰ أَدْبَٰرِهِمْ نُفُوراً } كان المشركون يستمعون إلى قراءة النبي (صلى الله عليه و آله)، فإذا قرأ