الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ ٱلْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً }

6335/ [1]- علي بن إبراهيم، قال: فإنه كان سبب نزولها أن رسول الله (صلى الله عليه و آله) كان لا يرد أحدا يسأله شيئا عنده، فجاءه رجل فسأله فلم يحضره شيء، فقال: " يكون إن شاء الله ". فقال: يا رسول الله، أعطني قميصك و كان (عليه السلام) لا يرد أحدا عما عنده ، فأعطاه قميصه، فأنزل الله { وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ ٱلْبَسْطِ } الآية، فنهاه أن يبخل أو يسرف و يقعد محسورا من الثياب.

قال: فقال الصادق (عليه السلام): " المحسور: العريان ".

6336/ [2]- محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن موسى بن بكر، عن عجلان، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فجاء سائل فقام إلى مكتل فيه تمر، فملأ يده فناوله، ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله، ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله، ثم جاء آخر [فسأله فقام فأخذ بيده فناوله، ثم جاء آخر] فقال: " الله رازقنا و إياك ". ثم قال: " إن رسول الله (صلى الله عليه و آله) كان لا يسأله أحد من الدنيا شيئا إلا أعطاه، فأرسلت إليه امرأة ابنا لها، فقالت: انطلق إليه فاسأله، فإن قال لك: ليس عندنا شيء، فقل: أعطني قميصك - قال - فأخذ قميصه فرمى به إليه، فأدبه الله تبارك و تعالى على القصد فقال: { وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ ٱلْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً } ".

6337/ [3]- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في قول الله عز و جل: { وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ ٱلْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً } ، قال: " الإحسار: الفاقة ".

6338/ [4]- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " ثم علم الله عز و جل نبيه (صلى الله عليه و آله) كيف ينفق، و ذلك أنه كانت عنده اوقية من الذهب، فكره أن تبيت عنده فتصدق بها، فأصبح و ليس عنده شيء، و جاءه من يسأله، فلم يكن عنده ما يعطيه، فلامه السائل، و اغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه، و كان رحيما رقيقا، فأدب الله عز و جل نبيه (صلى الله عليه و آله) بأمره فقال: { وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ ٱلْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً } يقول: إن الناس قد يسألونك و لا يعذرونك، فإذا أعطيت جميع ما عندك من المال كنت قد حسرت من المال ".

السابقالتالي
2