الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }

6173/ [1]- علي بن إبراهيم، قال: نزلت في قوم كان لهم نهر يقال له (الثرثار) و كانت بلادهم خصبة كثيرة الخير، و كانوا يستنجون بالعجين، و يقولون: هو ألين لنا، فكفروا بأنعم الله و استخفوا، فحبس الله عنهم الثرثار، فجدبوا حتى أحوجهم الله إلى أكل ما كانوا يستنجون به، حتى كانوا يتقاسمون عليه.

6174/ [2]- محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عمرو بن شمر، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)، يقول: " إني لألحس أصابعي من الأدم حتى أخاف أن يراني جاري فيرى أن ذلك من التجشع، و ليس ذلك كذلك، و إن قوما أفرغت عليهم النعمة - و هم أهل الثرثار - فعمدوا إلى مخ الحنطة فجعلوه خبزا هجاء ، و جعلوا ينجون به صبيانهم حتى اجتمع من ذلك جبل عظيم ".

قال: " فمر بهم رجل صالح، و إذا امرأة تفعل ذلك بصبي لها، فقال لهم: ويحكم، اتقوا الله عز و جل، و لا تغيروا ما بكم من نعمة. فقالت له: كأنك تخوفنا بالجوع، أما ما دام ثرثارنا يجري فإنا لا نخاف الجوع.

قال: فأسف الله عز و جل، فأضعف لهم الثرثار، و حبس عنهم قطر السماء و نبات الأرض- قال- فاحتاجوا إلى ذلك الجبل، و إنه كان يقسم بينهم بالميزان ".

6175/ [3]- العياشي: عن حفص بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن قوما كانوا من بني إسرائيل، يؤتى لهم من طعامهم حتى جعلوا منه تماثيل بمدن كانت في بلادهم يستنجون بها، فلم يزل الله بهم حتى اضطروا إلى التماثيل ينقونها و يأكلون منها، و هو قول الله: { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } ".

6176/ [4]- عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " كان أبي بكره أن يمسح يده بالمنديل و فيه شيء من الطعام تعظيما له، إلا أن يمصها أو يكون إلى جانبه صبي فيمصها له ". قال: " و إني أجد اليسير يقع من الخوان فأتفقده فيضحك الخادم ". ثم قال: " إن أهل قرية- ممن كان قبلكم- كان الله قد أوسع عليهم حتى طغوا، فقال بعضهم لبعض: لو عمدنا إلى شيء من هذا النقي فجعلنا نستنجي به كان ألين علينا من الحجارة- قال- فلما فعلوا ذلك بعث الله على أرضهم دوابا أصغر من الجراد فلم يدع لهم شيئا خلقه الله يقدر عليه إلا أكله من شجر أو غيره، فبلغ بهم الجهد إلى أن أقبلوا على الذي كانوا يستنجون به فأكلوه، و هي القرية التي قال الله: { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً } إلى قوله: { بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } ".