الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّـى يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ يُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ }

قوله تعالى:

{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } [2]

5436/ [1]- علي بن إبراهيم: يعني بغير اسطوانة.

5437/ [2]- ثم قال: حدثني أبي، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: قلت له:

أخبرني عن قول الله عز و جل:وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ } [الذاريات: 7]. فقال: " هي محبوكة إلى الأرض " و شبك بين أصابعه.

فقلت كيف تكون محبوكة إلى الأرض، و الله يقول: { رَفَعَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا }؟ فقال: " سبحان الله! أليس الله يقول: { بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا }؟ " فقلت: بلى. فقال (عليه السلام): " ثم عمد، و لكن لا ترونها ".

قلت: كيف ذلك، جعلني الله، فداك؟ قال: فبسط كفه اليسرى، ثم وضع اليمنى عليها، فقال: " هذه أرض الدنيا، و السماء الدنيا عليها فوقها قبة، و الأرض الثانية فوق السماء الدنيا، و السماء الثانية فوقها قبة، والأرض الثالثة فوق السماء الثانية، و السماء الثالثة فوقها قبة، و الأرض الرابعة فوق السماء الثالثة، و السماء الرابعة فوقها قبة، والأرض الخامسة فوق السماء الرابعة، و السماء الخامسة فوقها قبة، والأرض السادسة فوق السماء الخامسة، والسماء السادسة فوقها قبة، و الأرض السابعة فوق السماء السادسة، و السماء السابعة فوقها قبة، وعرش الرحمن تبارك و تعالى فوق السماء السابعة، و هو قوله عز و جل:خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ } [الطلاق: 12] طباقاوَمِنَ ٱلأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ ٱلأَمْرُ بَيْنَهُنَّ } [الطلاق: 12] فأما صاحب الأمر فهو رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و الوصي بعد رسول الله (صلى الله عليه و آله) قائم على وجه الأرض، فإنما يتنزل الأمر إليه من فوق السماء من بين السماوات و الأرضين ".

قلت: فما تحتنا إلا أرض واحدة؟ فقال: " ما تحتنا إلا أرض واحدة، و إن الست لهن فوقنا ".

5438/ [3]- العياشي: عن الحسين بن خالد، قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): أخبرني عن قول الله:

وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ } [الذاريات: 7] قال: " محبوكة إلى الأرض " و شبك بين أصابعه.

فقلت: كيف تكون محبوكة إلى الأرض، و هو يقول: { رَفَعَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا }؟ فقال: " سبحان الله! أليس يقول: { بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا }؟! ".

فقلت: بلى. فقال: " ثم عمد و لكن لا ترى ".

فقلت: كيف ذاك؟ فبسط كفه اليسرى ثم وضع اليمنى عليها، فقال: هذه الأرض الدنيا و السماء الدنيا عليها قبة ".

قوله تعالى: { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } سيأتي- إن شاء الله تعالى- معنى ذلك في سورة طه.