قوله تعالى: { ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ ٱلآيَاتِ } - إلى قوله تعالى - { يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَآءُ } [35- 56] 5270/ [1]- ثم قال علي بن إبراهيم: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: { ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ ٱلآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ }: " فالآيات: شهادة الصبي، و القميص المخرق من دبر، و استباقهما الباب حتى سمع مجاذبتها إياه على الباب، فلما عصاها لم تزل ملحة بزوجها حتى حبسه وَ دَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ يقول: عبدان للملك، أحدهما خباز، و الآخر صاحب الشراب، و الذي كذب و لم ير المنام هو الخباز ". 5271/ [2]- رجع إلى حديث علي بن إبراهيم ، قال: و وكل الملك بيوسف رجلين يحفظانه، فلما دخلا السجن، قالا له: ما صناعتك؟ قال: اعبر الرؤيا. فرأى أحد الموكلين في منامه، كما قال الله عز و جل: { أَعْصِرُ خَمْراً } قال يوسف: تخرج، و تصير على شراب الملك، و ترتفع منزلتك عنده: { وَقَالَ ٱلآخَرُ إِنِّي أَرَانِيۤ أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ ٱلطَّيْرُ مِنْهُ } و لم يكن رأى ذلك، فقال له يوسف: أنت يقتلك الملك و يصلبك، و تأكل الطير من رأسك. فضحك الرجل، و قال: إني لم أر ذلك. فقال يوسف، كما حكى الله تعالى: { يٰصَاحِبَيِ ٱلسِّجْنِ أَمَّآ أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا ٱلآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ ٱلطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ ٱلأَمْرُ ٱلَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ }. و قال أبو عبد الله (عليه السلام)، في قوله: { إِنَّا نَرَاكَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ } قال: " كان يقوم على المريض، و يلتمس المحتاج، و يوسع على المحبوس ". فلما أراد- من رأى في نومه يعصر خمرا- الخروج من الحبس، قال له يوسف: { ٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } فكان كما قال الله عز و جل: { فَأَنْسَاهُ ٱلشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ }. 5272/ [3]- ثم قال علي بن إبراهيم: أخبرنا الحسن بن علي، عن أبيه، عن إسماعيل بن عمر، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن يوسف أتاه جبرئيل، فقال له: يا يوسف، إن رب العالمين يقرئك السلام، و يقول لك: من جعلك في أحسن خلقه؟ قال: فصاح و وضع خده على الأرض، ثم قال: أنت يا رب ثم قال له: و يقول لك: من حببك إلى أبيك دون إخوتك؟- قال:- فصاح و وضع خده على الأرض، و قال: أنت يا رب قال: و يقول لك: و من أخرجك من الجب بعد أن طرحت فيها، و أيقنت بالهلكة؟- قال:- فصاح و وضع خده على الأرض، ثم قال: أنت يا رب.