قوله تعالى: { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً } - إلى قوله تعالى- { وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ ٱلأَمْرُ كُلُّهُ فَٱعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [118- 123] 5210/ [1]- علي بن إبراهيم: { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً } أي على مذهب واحد { وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذٰلِكَ خَلَقَهُمْ }. 5211/ [2]- محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبيدة الحذاء، قال سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الاستطاعة و قول الناس، فقال و تلا هذه الآية: { وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذٰلِكَ خَلَقَهُمْ } " يا أبا عبيدة، الناس مختلفون في إصابة القول، و كلهم هالك ". قال: قلت: قوله: { إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ }؟ قال: " هم شيعتنا، و لرحمته خلقهم، و هو قوله: { وَلِذٰلِكَ خَلَقَهُمْ } يقول: لطاعة الإمام، الرحمة التي يقول:{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } [الأعراف: 156] يقول: علم الإمام، و وسع علمه الذي هو من علمه كل شيء، هم شيعتنا. ثم قال:{ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ } [الأعراف: 156] يعني ولاية غير الإمام و طاعته، ثم قال:{ يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنْجِيلِ } [الأعراف: 157] يعني النبي (صلى الله عليه و آله) و الوصي و القائم،{ يَأْمُرُهُم بِٱلْمَعْرُوفِ } [الأعراف: 157] إذا قام{ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } [الأعراف: 157] و المنكر من أنكر فضل الإمام و جحده{ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَاتِ } [الأعراف: 157] و هو أخذ العلم من أهله{ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَآئِثَ } [الأعراف: 157] و الخبائث: قول من خالف{ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ } [الأعراف: 157] وهي الذنوب التي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الإمام{ وَٱلأَغْلاَلَ ٱلَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ } [الأعراف: 157] والأغلال: ما كانوا يقولون مما لم يكونوا أمروا به من ترك فضل الإمام، فلما عرفوا فضل الإمام وضع عنهم إصرهم و الإصر الذنب، و هي الآصار. ثم نسبهم، فقال:{ فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ } [الأعراف: 157] يعني بالإمام{ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } [الأعراف: 157] يعني الذين اجتنبوا الجبت و الطاغوت أن يعبدونها، و الجبت و الطاغوت: فلان و فلان و فلان، و العبادة: طاعة الناس لهم. ثم قال:{ وَأَنِـيبُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُ } [الزمر: 54] ثم جزاهم فقال:{ لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ } [يونس: 64] والإمام يبشرهم بقيام القائم و بظهوره، و بقتل أعدائهم، و بالنجاة في الآخرة، و الورود على محمد (صلى الله عليه و آله الصادقين) على الحوض ". 5212/ [3]- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تعالى: { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ }.