الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ } * { ٱلَّذِى جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ } * { يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ } * { كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي ٱلْحُطَمَةِ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحُطَمَةُ } * { نَارُ ٱللَّهِ ٱلْمُوقَدَةُ } * { ٱلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى ٱلأَفْئِدَةِ } * { إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ } * { فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ }

قوله تعالى: { ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ } [الهمزة: 1] - إلى قوله تعالى - { فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ } [الهمزة: 9].

- محمد بن العباس، قال: حدثنا أحمد بن محمد النوفلي، عن محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه سليمان، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):

ما معنى قوله عز و جل: { ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ }؟ قال: " الذين همزوا آل محمد حقهم و لمزوهم، و جلسوا مجلسا كان آل محمد أحق به منهم ".

- علي بن إبراهيم: في معنى السورة، قوله: { ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ } ، قال: الذي يغمز الناس، و يستحقر الفقراء، و قوله: { لُّمَزَةٍ } الذي يلوي عنقه و رأسه و يغضب إذا رأى فقيرا و سائلا، و قوله: { ٱلَّذِى جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ } ، قال: أعده و وضعه { يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ } قال: [يحسب أن ماله يخلده] و يبقيه، ثم قال:

{ كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي ٱلْحُطَمَةِ } و الحطمة: النار [التي] تحطم كل شيء.

ثم قال: { وَمَآ أَدْرَاكَ } يا محمد { مَا ٱلْحُطَمَةُ * نَارُ ٱللَّهِ ٱلْمُوقَدَةُ * ٱلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى ٱلأَفْئِدَةِ } ، قال: تلتهب على الفؤاد، قال أبو ذر (رضي الله عنه): بشر المتكبرين بكي في الصدور، و سحب على الظهور، قوله: { إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ } ، قال: مطبقة { فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ } ، قال: إذا مدت العمد عليهم أكلت و الله الجلود.

- الطبرسي: روي العياشي بإسناده، عن محمد بن النعمان الأحول، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " إن الكفار و المشركين يعيرون أهل التوحيد في النار، و يقولون: ما نرى توحيدكم أغنى عنكم شيئا، و ما نحن و أنتم إلا سواء، قال: فيأنف [لهم] الرب تعالى، فيقول للملائكة: اشفعوا، فيشفعون لمن شاء الله، ثم يقول للنبيين: اشفعوا، فيشفعون لمن يشاء، ثم يقول للمؤمنين: اشفعوا، فيشفعون لمن شاء، و يقول الله: أنا أرحم الراحمين، اخرجوا برحمتي، فيخرجون كما يخرج الفراش” قال: ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): " مدت العمد، و أوصدت عليهم، و كان و الله الخلود ".

- كتاب (صفة الجنة و النار): عن سعيد بن جناح، قال: حدثني عوف بن عبد الله الأزدي، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام)- في حديث طويل يذكر فيه صفة أهل النار- إلى أن قال (عليه السلام) فيه: " ثم يعلق على كل غصن من الزقوم سبعون ألف رجل، ما ينحني و لا ينكسر، فتدخل النار من أدبارهم، فتطلع على الأفئدة، تقلص الشفاه، و يطير الجنان، و تنضج الجلود، و تذوب الشحوم، و يغضب الحي القيوم فيقول:

يا مالك، قل لهم: ذوقوا، فلن نزيدكم إلا عذابا.

السابقالتالي
2