الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً وَٱلْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذٰلِكَ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ يُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }

قوله تعالى:

{ هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً وَٱلْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ } [5]

4843/ [1]- ابن بابويه، قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد، عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي نعيم البلخي، عن مقاتل بن حيان، عن عبد الرحمن بن أبي ذر، عن أبي ذر الغفاري (رحمه الله)، قال: كنت آخذا بيد النبي (صلى الله عليه و آله) و نحن نتماشى جميعا، فما زلنا ننظر إلى الشمس حتى غابت، فقلت: يا رسول الله، أين تغيب؟ قال: " في السماء، ثم ترفع من سماء إلى سماء، حتى ترفع إلى السماء السابعة العليا، حتى تكون تحت العرش، فتخر ساجدة، فتسجد معها الملائكة الموكلون بها، ثم تقول: يا رب، من أين تأمرني أن أطلع، أ من مشرقي أو من مغربي؟ فذلك قوله عز و جل:وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ } [يس: 38] يعني بذلك صنع الرب العزيز في ملكه، العليم بخلقه- قال- فيأتيها جبرئيل (عليه السلام) بحلة ضوء من نور العرش، على مقدار ساعات النهار، على طوله في أيام الصيف، أو قصره في الشتاء، أو ما بين ذلك في الخريف و الربيع- قال- فتلبس تلك الحلة كما يلبس أحدكم ثيابه، ثم ينطلق بها في جو السماء حتى تطلع من مطلعها ". قال النبي (صلى الله عليه و آله): " فكأني بها و قد حبست مقدار ثلاث، ثم لا تكسى ضوءا و تؤمر أن تطلع من مغربها، فذلك قوله عز و جل:إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ } [التكوير: 1- 2].

والقمر كذلك من مطلعه و مجراه في أفق السماء و مغربه، و ارتفاعه إلى السماء السابعة، و يسجد تحت العرش، ثم يأتيه جبرئيل بالحلة من نور الكرسي، فذلك قوله عز و جل: { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً وَٱلْقَمَرَ نُوراً }. قال أبو ذر (رحمه الله): ثم اعتزلت مع رسول الله (صلى الله عليه و آله) و صلينا المغرب.

4844/ [2]- محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن علي بن العباس، عن علي بن حماد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في قول الله عز و جل:وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ } [النجم: 1] قال: " اقسم بقبض محمد إذا قبض.مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ } [النجم: 2] بتفضيله أهل بيتهوَمَا غَوَىٰ * وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } [النجم: 2-3] يقول ما يتكلم بفضل أهل بيته بهواه، و هو قول الله عز و جل:إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ } [النجم: 4].

و قال الله عز و جل لمحمد (صلى الله عليه و آله):

السابقالتالي
2