الرئيسية - التفاسير


* تفسير التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي/ الإمام أحمد بن عمر (ت618 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَهَانَنِ } * { كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ } * { وَلاَ تَحَآضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } * { وَتَأْكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً } * { وَتُحِبُّونَ ٱلْمَالَ حُبّاً جَمّاً } * { كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ ٱلأَرْضُ دَكّاً دَكّاً } * { وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } * { وَجِيۤءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكْرَىٰ }

{ وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَهَانَنِ } [الفجر: 16]؛ يعني: إذا فتحنا عليه أبواب الفيض وأمسكنا عنه رزقه من البسط يقول: صرت مهيناً عند ربي، { كَلاَّ } [الفجر: 17]؛ أي: حقاً ليس الأمر كذلك، { بَل لاَّ تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ } [الفجر: 17]؛ إذا فتحنا عليكم باب البسط لا تكرمون خاطر القلب بكرامة الحضور في الذكر { وَلاَ تَحَآضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } [الفجر: 18]؛ أي: لا يطعمون القوى المسكينة بطعام الذكر الخفي القوي، وظنوا أنهم وصلوا وتركوا الذكر والمراقبة واغتروا بحال البسط، { وَتَأْكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً * وَتُحِبُّونَ ٱلْمَالَ حُبّاً جَمّاً } [الفجر: 19-20] وتأكلون من نعم البسط وما أورثهم في حال البسط أكلاً تماماً شديداً من نعمة البسط الحاصلة من ذكر اللسان، ولا يلتفتون إلى اليتيم والمسكين، { وَتُحِبُّونَ ٱلْمَالَ حُبّاً جَمّاً } [الفجر: 20]؛ أي: يحبون ما حصل لهم من نعم البسط حباً كثيراً، { كَلاَّ } [الفجر: 21]؛ يعني: ما هكذا ينبغي حقاً أن يفعل صاحب البسط، { إِذَا دُكَّتِ ٱلأَرْضُ دَكّاً دَكّاً } [الفجر: 21]؛ يعني: إذا دكت أرض القالب من سطوة الوارد الجلالي المثمر بلاء الفيض، { وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } [الفجر: 22]؛ أي: جاءت اللطيفة الربوبية التي يقوم بها وجودك وخواطر القلب مع تلك اللطيفة صفاً صفاً، { وَجِيۤءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ } [الفجر: 23] أرجئ جهنم قالبك التي اشتعلت نارها بهوى نفسك، { يَوْمَئِذٍ } [الفجر: 23] هي في تلك الحالة، { يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } [الفجر: 23]؛ يعني: وما تنفع الذكرى وأين القبول، وأين له بحال ذكر التوبة.