الرئيسية - التفاسير


* تفسير التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي/ الإمام أحمد بن عمر (ت618 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } * { فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ } * { إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ } * { فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ ٱلْقَادِرُونَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ كِفَاتاً } * { أَحْيَآءً وَأَمْوٰتاً } * { وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } * { ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ } * { لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ ٱللَّهَبِ }

{ أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } [المرسلات: 20] عنصري منفعل { فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ } [المرسلات: 21]؛ أي: في رحم القالب { إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ } [المرسلات: 22]؛ أي: مقدار معين { فَقَدَرْنَا } [المرسلات: 23] كما شئنا { فَنِعْمَ ٱلْقَادِرُونَ } [المرسلات: 23]؛ أي: نعم المقدرون قدر قدره ومقداره وقدره من القوى العلوية والسفلية تقديراً تاماً { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } [المرسلات: 24] بالقدر خيره وشره منا { أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ كِفَاتاً } [المرسلات: 25]؛ يعني: ألم نجعل أرض البشرية صاحبة جمع وضم تضم وتجمع القوى المتفرقة العنصرية { أَحْيَآءً } [المرسلات: 26] عارفين بمقدارها { وَأَمْوٰتاً } [المرسلات: 26] جامعين بموجدها { وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ } [المرسلات: 27]؛ يعني: جعلنا في أرض البشرية القوى المعدنية كالجبال الراسيات العاليات لئلا تتزلزل { وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً } [المرسلات: 27]؛ أي: ماء الحياة الباقية الروحانية التي يبقى شاربها في دار البقاء أبداً { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } [المرسلات: 28] بالخلود في دار القرار { ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } [المرسلات: 29] يعني: تكذبون الدار الآخرة في الدنيا تقول اللطيفة المنذرة للقوى إذا نجومها طمست وظهور علامات أخرى { ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ } [المرسلات: 30] وهي ظل القالب ذي شعب ثلاث وهي القوة المعدنية والنباتية والحيوانية الباقية له ماء الحياة الباقية التي سقاه في الدنيا وهو المتاع القليل { لاَّ ظَلِيلٍ } [المرسلات: 31] ظله لأنه ظل الباطل الذي كسبه القالب { وَلاَ يُغْنِي مِنَ ٱللَّهَبِ } [المرسلات: 31] لأنه اشتعل في الظلال الثلاثة ناراً ذات لهب.