الرئيسية - التفاسير


* تفسير التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي/ الإمام أحمد بن عمر (ت618 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَٰمِتُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَٱدْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ } * { إِنَّ وَلِيِّـيَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّالِحِينَ } * { وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلاۤ أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ }

{ وَإِن تَدْعُوهُمْ } [الأعراف: 193] يعني: الروح والنفس والقلب، { إِلَى ٱلْهُدَىٰ } [الأعراف: 193]؛ أي: طلب الحق، { لاَ يَتَّبِعُوكُمْ } [الأعراف: 193] بحولهم وقوتهم، { سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَٰمِتُونَ } [الأعراف: 193] فإنهم لا يهتدون بدعائكم إلا بدعاء الله؛ لقوله تعالى:وَٱللَّهُ يَدْعُوۤاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلاَمِ } [يونس: 25].

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } [الأعراف: 194]؛ أي: تعبدوا من الدنيا وما فيها، { عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ } [الأعراف: 194] محتاجون كما تحتاجون، { فَٱدْعُوهُمْ } [الأعراف: 194] في حاجاتكم، { فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ } [الأعراف: 194] بقضاء حاجاتكم ونجاتكم من النار، { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [الأعراف: 194] أن للدنيا وما فيها منفعة أو مضرة بنفسها بل الله الضار النافع، { أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَآ } [الأعراف: 195] إلى أحد باختيارهم فيعينوه، { أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَآ } [الأعراف: 195] من أحد شيئاً فيغفروه، { أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَآ } [الأعراف: 195] حال أحد أو فساد حاله، { أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } [الأعراف: 195] استدعاء أحد أو التماساته، { قُلِ ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ } [الأعراف: 195] يا روح ويا قلب، وبالنفس من الدنيا وما فيها، { ثُمَّ كِيدُونِ } [الأعراف: 195]؛ أي: أجمعوا إلى كيدكم، { فَلاَ تُنظِرُونِ } [الأعراف: 195] ولا تمهلون، فإنكم لا تملكون نفعاً ولا ضراً.

ثم أخبر عن الولاية في الخير والشر أنها لله تعالى بقوله تعالى: { إِنَّ وَلِيِّـيَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ } [الأعراف: 196] إلى قوله:سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [الأعراف: 200] الإشارة فيها: أن عقب قوله: { إِنَّ وَلِيِّـيَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ } يشير إن حافظي وناصري هو: الله الذي نزل الكتاب قوله تعالى:وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ } [المائدة: 67]، { وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّالِحِينَ } [الأعراف: 196] فإن بتوليته إياهم وإعانته لهم يعملون الصالحات، ولو وكلهم إلى أنفسهم كانوا يعملون السيئات،إِنَّ ٱلنَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِٱلسُّوۤءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيۤ } [يوسف: 53].

{ وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ } [الأعراف: 197]؛ أي: تعبدون من دون الله من الدنيا والهوى والشيطان والخلق، { لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلاۤ أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ } [الأعراف: 197] إلا بالله؛ لأنهوَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ } [آل عمران: 126]، كقوله تعالى:إِن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ } [آل عمران: 160].