الرئيسية - التفاسير


* تفسير التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي/ الإمام أحمد بن عمر (ت618 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نكِيرِ } * { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى ٱلطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَـٰفَّـٰتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ } * { أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُمْ مِّن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنِ ٱلْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ } * { أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّواْ فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ }

{ وَلَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } [الملك: 18] من القوى القالبية المكذبة، { فَكَيْفَ كَانَ نكِيرِ } [الملك: 18]؛ أي: إنكاري عليهم بالعذاب الذي أرسلت عليهم من السماء، { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى ٱلطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَـٰفَّـٰتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ } [الملك: 19]؛ يعني: لا تنظرون إلى طيور خواطركم يطيرون فوقكم صفاً صفاً، { وَيَقْبِضْنَ } [الملك: 19] أجنحتها؛ أي: استعدادها السفلي بعد بسطها باستعدادها العلوي، { مَا يُمْسِكُهُنَّ } [الملك: 19] في حال القبض والبسط باستعداد هي القوى السفلية والعلوية، { إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ } [الملك: 19] الذي استوى على العرش، وسوى الأمور عليها بعد استوائه على عرش الروح، واستواء خليقته على عرش القالب، { إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ } [الملك: 19]؛ يعني: بالخواطر الظاهرة العلوية، والخواطر الوالجة في الأرض والخارجة منها، { أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُمْ مِّن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ } [الملك: 20]، استفهام بمعنى الإنكار، تلك الخواطر والقوى جلالكم يقدرون أن ينصروكم من عذابنا من غير إذن الرحمن، { إِنِ ٱلْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ * أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ } [الملك: 20-21]؛ يعني: إن أمسك الرحمن رزق الحياة والمعرفة عنكم من يقدر أن يرزقكم رزق الحياة والمعرفة؟ { بَل لَّجُّواْ فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ } [الملك: 21]؛ يعني: غلب عليهم اللجاج حتى تمادوا في الباطل والتباعد عن قبول الحق.