الرئيسية - التفاسير


* تفسير التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي/ الإمام أحمد بن عمر (ت618 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوۤاْ أَن تُصِيبُواْ قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } * { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ ٱللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ ٱلإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ ٱلْكُفْرَ وَٱلْفُسُوقَ وَٱلْعِصْيَانَ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلرَّاشِدُونَ } * { فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعْمَةً وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

{ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [الحجرات: 5] من استعجالهم بالمنارات حتى أيقظوك وقت القيلولة من سوء أدبهم، فأما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين عرفوا قدره، فكانوا كما في الخبر " يقرعون بابه بالأظافير ".

وبقوله: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ } [الحجرات: 6]، يشير إلى تسويلات النفس الفاسقة الأمارة بالسوء، ومجيئها كل ساعة بنبأ شهوات الدنيا؛ { فَتَبَيَّنُوۤاْ } [الحجرات: 6] ربحها وخسرانها من قبل { أَن تُصِيبُواْ قَوْمًا } [الحجرات: 6]، من القلوب وصفاتها { بِجَهَالَةٍ } [الحجرات: 6]؛ فإن ما فيه شفاء النفوس وحياتها فيه مرض القلوب ومماتها، { فَتُصْبِحُواْ } [الحجرات: 6] صباح القيامة، وأنتم { عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } [الحجرات: 6]، وفيه أيضاً إشارة إلى ترك الاستماع إلى كلام الساعي والتمام والمغتاب للناس، والآية تدل على قبول خبر الواحد إذا كان عدلاً، والفاسق الخارج من طريق الحق وصراط الطلب.

وبقوله: { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ ٱللَّهِ } [الحجرات: 7]، يشير إلى رسول الإلهام الرباني جل جلاله في أنفسكم يلهمكم فجور نفسكم وتقواها، { لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ } [الحجرات: 7]، أمر النفس الأمارة؛ { لَعَنِتُّمْ } [الحجرات: 7] لوقعتم في الهلاك، { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ ٱلإِيمَانَ } [الحجرات: 7] بالإلهامات الربانية، { وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ } [الحجرات: 7] بقلم الكرم، { وَكَرَّهَ } [الحجرات: 7] بنور نظر العناية { إِلَيْكُمُ ٱلْكُفْرَ وَٱلْفُسُوقَ } [الحجرات: 7]، وهو ستر الحق والخروج إلى الباطل، { وَٱلْعِصْيَانَ } [الحجرات: 7] هو الإعراض عن طلب الحق، { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلرَّاشِدُونَ } [الحجرات: 7] إلى الحق بإرشاد الحق.

{ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعْمَةً } [الحجرات: 8]، منه وينعم به على من يشاء من عباده { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ } [الحجرات: 8] بأحوال عباده، { حَكِيمٌ } [الحجرات: 8] فيما يفعل بهم.