الرئيسية - التفاسير


* تفسير التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي/ الإمام أحمد بن عمر (ت618 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ } * { فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ } * { كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } * { يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ } * { لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا ٱلْمَوْتَ إِلاَّ ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } * { فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } * { فَٱرْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ }

ثم أخبر عن أرباب اليقين من المتقين بقوله: { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ } [الدخان: 51]، يشير إلى أن من اتقى بالله عما سواه يكون مقام الوحدة آمن خوف الإثنينية، وأن يكون بالصورة { فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } [الدخان: 52]، { يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ } [الدخان: 53]، بالقلوب متوجهين إلى الحضرة، { كَذَلِكَ } [الدخان: 54] متوجهين بالقلوب إلى الحضرة، { وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } ، في الصورة، { يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ } [الدخان: 55]، يشتهون آمنين من أن يتولد عنها الحجب للقلوب، كما يكون في الدنيا، { لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا ٱلْمَوْتَ } [الدخان: 56]؛ أي: موت النفس سبقت بسيف المجاهدة وقمع الهوى وترك الشهوات، { إِلاَّ ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ } [الدخان: 56] في الدنيا بقتل النفس بسيف الصدق في الجهاد الأكبر، { وَوَقَاهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } [الدخان: 56]؛ أي: عذاب البعد وجحيم الهجران، { فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ } [الدخان: 57]، لا استحقاقاً لهم، { ذَلِكَ } [الدخان: 57]؛ أي: ذلك المقام الوحداني { هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } [الدخان: 57]؛ أي: الخلاص من حبس الوجود، { فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ } [الدخان: 58]؛ يعني: تقرير هذا المقام في الوحدة { لَعَلَّهُمْ } [الدخان: 58]؛ يعني: خواص أمتك { يَتَذَكَّرُونَ } [الدخان: 58] أن هذا المقام بعد لهم، { فَٱرْتَقِبْ } [الدخان: 59] ظهور هذه الطائفة { إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ } [الدخان: 59]، وإن طلبهم وظهورهم.