الرئيسية - التفاسير


* تفسير التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي/ الإمام أحمد بن عمر (ت618 هـ) مصنف و مدقق


{ يَغْشَى ٱلنَّاسَ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { رَّبَّنَا ٱكْشِفْ عَنَّا ٱلْعَذَابَ إِنَّا مْؤْمِنُونَ } * { أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ } * { ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ } * { إِنَّا كَاشِفُواْ ٱلْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ } * { يَوْمَ نَبْطِشُ ٱلْبَطْشَةَ ٱلْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ } * { وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ } * { أَنْ أَدُّوۤاْ إِلَيَّ عِبَادَ ٱللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ }

{ يَغْشَى ٱلنَّاسَ } [الدخان: 11]عن شواهد الحق { هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } [الدخان: 11]، لأرباب المشاهدة.

كما قال السري: اللهم مهما عذبتني فلا تعذبني بذل الحجاب، { رَّبَّنَا ٱكْشِفْ عَنَّا ٱلْعَذَابَ } [الدخان: 12]، عذاب الحجاب { إِنَّا مْؤْمِنُونَ } [الدخان: 12]، بأنك قادر على رفع الحجاب وإرجائه، ومن أمارات إرخاء الحجاب بدخان البشرية: مخالفة سفراء قلوبهم من الخواطر التي ترد من الحق عليهم، حتى عوقبوا في الوقت بما لا يتبع له وسعهم، فإذا اخذوا في الاستغاثة يقال لهم: { أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ } [الدخان: 13]، من يوأده الحق { مُّبِينٌ } [الدخان: 13]، بإلهام تقواهم وفجورهم، { ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ } [الدخان: 14]، وخالفوه { وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ } [الدخان: 14]؛ أي: خاطر شيطاني، { إِنَّا كَاشِفُواْ ٱلْعَذَابِ } [الدخان: 15]، عن صورتهم في الدنيا { قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ } [الدخان: 15]؛ لأن جميع الدنيا عندنا قليل، ولكن { يَوْمَ نَبْطِشُ ٱلْبَطْشَةَ ٱلْكُبْرَىٰ } [الدخان: 16]، تورثهم حزماً طويلاً، ولا يجدون في ظلال انتقامنا مقبلاً، { إِنَّا مُنتَقِمُونَ } [الدخان: 16].

ثم أخبر عن فتن أرباب المحن بقوله تعالى: { وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ } [الدخان: 17]، يشير إلى أنه تعالى جعل فرعون وقومه فيما فتنهم فداء أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لتعتبر هذه الأمة بهم فلا يصرون في جحودهم كما أصروا، ويرجعوا إلى طريق الرشد، ويقبلوا دعوة رسولهم ويؤمنون بما جاء؛ لئلا يصيبهم ما أصابهم بعد أن جاءهم رسول كريم طالبهم بإزالة الظلم عن نبي إسرائيل، واستنصر بالله وأظهر الحجة من قبل الله، ثم أمرهم: { أَنْ أَدُّوۤاْ إِلَيَّ عِبَادَ ٱللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } [الدخان: 18].