الرئيسية - التفاسير


* تفسير التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي/ الإمام أحمد بن عمر (ت618 هـ) مصنف و مدقق


{ هُوَ ٱلَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فيَكُونُ } * { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ } * { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِٱلْكِـتَابِ وَبِمَآ أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } * { إِذِ ٱلأَغْلاَلُ فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ وٱلسَّلاَسِلُ يُسْحَبُونَ } * { فِي ٱلْحَمِيمِ ثُمَّ فِي ٱلنَّارِ يُسْجَرُونَ } * { ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ } * { مِن دُونِ ٱللَّهِ قَـالُواْ ضَـلُّواْ عَنَّا بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلْكَافِرِينَ } * { ذَلِكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ } * { ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ } * { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ }

{ هُوَ ٱلَّذِي يُحْيِـي } [غافر: 68] القلوب الميتة بنور ربوبيته ولطفه.

{ وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَىٰ أَمْراً } [غافر: 68]؛ أي: في الأزل { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن } [غافر: 68] في حال القضاء { فيَكُونُ } [غافر: 68] إلى الأبد، { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ } [غافر: 69] يشير به: إلى أهل الأهواء والبدع، أنهم يصرفون معاني القرآن إلى أرائهم وأهوائهم، { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِٱلْكِـتَابِ } [غافر: 70]؛ أي: بالقرآن إذا بدلوا معانيه بآرائهم { وَبِمَآ أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا } [غافر: 70]؛ أي: بما هو حقيقة رسالة الرسل في إرشاد الخلق إلى الصراط المستقيم في طلب الحق تعالى، فكذبوا به فسروه برأيهم وبدلوا السنة بالبدعة، فوقعوا عن الصراط المستقيم والدين القويم { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } [غافر: 70]، { إِذِ } [غافر: 71] أراد { ٱلأَغْلاَلُ فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ وٱلسَّلاَسِلُ } [غافر: 71] التي بدواعي الهوى ابتدعوها في أعناق أرواحهم، { يُسْحَبُونَ } ، { فِي ٱلْحَمِيمِ } [غافر: 72]، أي: نار القطيعة { ثُمَّ فِي ٱلنَّارِ يُسْجَرُونَ } [غافر: 72]؛ { ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ } [غافر: 73] من الهوى والدنيا { مِن دُونِ ٱللَّهِ قَـالُواْ ضَـلُّواْ عَنَّا } [غافر: 74] إذ لم يكن له أضل { بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً } [غافر: 74]؛ لأنه كان مجازاً لا حقيقة، فيضلون به عن الصراط المستقيم { كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلْكَافِرِينَ } [غافر: 74] بأن يريهم شيئاً مجازياً في زينة وجود شيء حقيقي، فيضلون به عن الصراط المستقيم، { ذَلِكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي ٱلأَرْضِ } [غافر: 75] بزينتها { بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } [غافر: 75]؛ يعني: في طلب الباطل { وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ } [غافر: 75] بزينة الدنيا وشهواتها، { ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا } [غافر: 76]؛ وهي شهوات الدنيا، كل شهوة منها باب من أبواب جهنم النفس في الدنيا، وباب من أبواب جهنم النار في الآخرة { فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ } [غافر: 76] دركات النار، { فَٱصْبِرْ } [غافر: 77] على طلب الحق وترك الباطل أيها الطالب الصادق { إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } [غافر: 77] لكلا الفريقين، { فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ } [غافر: 77] عين اليقين كشفاً وعياناً { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } [غافر: 77] بجذبات الألوهية ليكون فارغاً عنهم { فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } [غافر: 77] فنكافئهم بحسب أعمالهم وأحوالهم.