الرئيسية - التفاسير


* تفسير التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي/ الإمام أحمد بن عمر (ت618 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } * { وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً } * { يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَىٰ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً } * { هَٰأَنْتُمْ هَـٰؤُلاۤءِ جَٰدَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا فَمَن يُجَٰدِلُ ٱللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ أَمْ مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً }

{ وَٱسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ } [النساء: 106]؛ يعني: الذين يختانون أنفسهم بالمعاصي، { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ } [النساء: 106]، في الأزل { غَفُوراً } [النساء: 106] لك ولمن تستغفر لهم من أمتك، { رَّحِيماً } [النساء: 106] بك وبهم، وبرحمته أرسلك إليهم ولغفلتهم، { يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ } [النساء: 108]؛ أي: ممن هو ناس ليستخفون مع احتمال نسيانهم ذنوبهم، { وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ } [النساء: 108] في جميع الأحوال،يَعْلَمُ خَآئِنَةَ ٱلأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي ٱلصُّدُورُ } [غافر: 19]، يرى أعمالهم ويسمع أقوالهم، { إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَىٰ مِنَ ٱلْقَوْلِ } [النساء: 108]، ولا ينسي أفعالهم، { وَكَانَ ٱللَّهُ } [النساء: 108] في الأزل { بِمَا يَعْمَلُونَ } [النساء: 108]، اليوم { مُحِيطاً } [النساء: 108] علمه قبل وقوع العمل، { هَٰأَنْتُمْ هَـٰؤُلاۤءِ } [النساء: 109] يا أهل الغيبة عن الله، { جَٰدَلْتُمْ عَنْهُمْ } [النساء: 109] عن أهل الباطل لغيبتكم عن الله وحضوركم { فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا } [النساء: 109]، والغالب عليكم رؤية الخلق { فَمَن يُجَٰدِلُ ٱللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ } [النساء: 109] في حضور الحق وقد وقع عليكم الفزع الأكبر { أَمْ مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } [النساء: 109] يتكلم بوكالتهم،يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } [الانفطار: 19].