الرئيسية - التفاسير


* تفسير التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي/ الإمام أحمد بن عمر (ت618 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن نُّؤْمِنَ بِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ وَلاَ بِٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ ٱلظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ ٱلْقَوْلَ يَقُولُ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ لَوْلاَ أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ } * { قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُوۤاْ أَنَحْنُ صَدَدنَاكُمْ عَنِ ٱلْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَآءَكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُّجْرِمِينَ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ بَلْ مَكْرُ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَآ أَن نَّكْفُرَ بِٱللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ وَجَعَلْنَا ٱلأَغْلاَلَ فِيۤ أَعْنَاقِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ }

وقوله: { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن نُّؤْمِنَ بِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ وَلاَ بِٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } يشير إلى كفار النفس وصفاتها وكفرهم بحقائق القرآن والكتب المنزلة { وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ ٱلظَّالِمُونَ } وهم النفوس الكفرة والقلوب الظالمة صرفت استعدادها من غير موضعها { مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ } [سبأ: 31] بحجب صفاتهم { يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ } [سبأ: 31] وهم النفوس المستكبرة { إِلَىٰ بَعْضٍ ٱلْقَوْلَ } وهم القلوب المستضعفة { يَقُولُ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ لَوْلاَ أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ } [سبأ: 31].

{ قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُوۤاْ } [سبأ: 32] من النفوس للقلوب { أَنَحْنُ صَدَدنَاكُمْ عَنِ ٱلْهُدَىٰ } عن طريق الحق { بَعْدَ إِذْ جَآءَكُمْ } يُشير إلى أن الله عز وجل هداكم للإيمان، ولو كان هدى الله قد جاءكم كيف نقدر أن نصد عنكم هدى الله { بَعْدَ إِذْ جَآءَكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُّجْرِمِينَ } [سبأ: 32] في إفشاء استعداد قبول الإيمان وصرفه في غير موضعه { وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ } [سبأ: 33] من القلوب مجيبين { لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ } [سبأ: 33] من النفوس المتمردة { بَلْ مَكْرُ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَآ أَن نَّكْفُرَ بِٱللَّهِ } [سبأ: 33] يعني مكرتم بالليل والنهار على الدوام مكراً إذ كنتم تأمروننا بالهواجس النفسانية أن نتبع الهوى، ونتخذها إلهاً ونكفر بالله بترك أوامره ونواهيه ونجعل له أنداد من الشهوات الدنيوية، فبهذا المكر قطعتم علينا طريق الحق تعالى: { وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ } [سبأ: 33] الفريقان أي: أظهرها { لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ } [سبأ: 33] حين ما نفعهم الإيمان والندامة { وَجَعَلْنَا ٱلأَغْلاَلَ فِيۤ أَعْنَاقِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [سبأ: 33] التي اتخذوها من الأعناق ما يفلح لغل الأعناق.

وقوله: { وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ } [سبأ: 34] يشير إلى إرسال نذير إلهام رباني في قربة الشخص الإنساني { إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ } أي: النفس وصفاتها الأغنياء والمنتقمون بالدنيا { إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ } [سبأ: 34] من أعمال الخير والأخلاق الحميدة { كَافِرُونَ } [سبأ: 34] جاحدون.