الرئيسية - التفاسير


* تفسير التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي/ الإمام أحمد بن عمر (ت618 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبْلِسُ ٱلْمُجْرِمُونَ } * { وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ مِّن شُرَكَآئِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ كَافِرِينَ } * { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ } * { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ } * { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ فَأُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلْعَذَابِ مُحْضَرُونَ } * { فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ }

ثم أخبر عن حال المجرمين في يوم الدين قال تعالى: { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبْلِسُ ٱلْمُجْرِمُونَ } [الروم: 12] يشير إلى أن من مات بالإرادة قبل أن يموت بالطبيعة فقد قامت قيامته أنهم يندمون بما أجرموا بالإعراض عن الله وطلبه وأشركوا في طلب ما سوى الله { وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ مِّن شُرَكَآئِهِمْ شُفَعَاءُ } [الروم: 13]، ليقربوهم إلى الله بل أبعدوهم عن الحضرة { وَكَانُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ كَافِرِينَ } أي: صاروا كافرين بطلب غير الله ومحبتهم { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ } [الروم: 14] أي: إذا قامت قيامة العشق على المحبين { يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ } [الروم: 14] المحبون فرق: فريق هم أهل القربة، وفريق هم أهل الوصلة، وفريق هم أهل المعرفة، وفريق هم الملوك على أسرة الوجود متوجون بتيجان العزة، منعمون تحت قباب الغَيرة كما أشار إلى أحوالهم بقوله تعالى: { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } [الروم: 15] بالمحبة { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } [الروم: 15] في طلب الوصلة، { فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ } من رياض الأنس { يُحْبَرُونَ } ويسرون بسماع ملاطفات المحبوب ويتنعمون عن إمساكه وأما الذين كفروا بالإعراض عن الله والإقبال على غير الله، { وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ } [الروم: 16] أي: بمشاهدة شواهدنا { فَأُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلْعَذَابِ } [الروم: 16] عذاب البعد وألم حرقة الفراق والنيران المشتعلة على أنفسهم بالشهوات { مُحْضَرُونَ } [الروم: 16] إلى أبد الآباد وبقوله: { فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ } [الروم: 17] بفاء التعقيب عقيب الآيتين يشير إلى تنزيه حضرة جلاله من نقص أو شين يعود إليه { حِينَ تُمْسُونَ } [الروم: 17] أي: حين تقبلون على ليل نيل شهوات الدنيا بالإعراض عن الله يا كافري النعم من أرباب النفوس { وَحِينَ تُصْبِحُونَ } [الروم: 17] أي: وحين تقبلون على صباح نهار تجلي شموس الوصال بالإعراض عن غير الله.