* تفسير التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي/ الإمام أحمد بن عمر (ت618 هـ) مصنف و مدقق
وقوله: { وَوَهَبْنَا لَهُ } [العنكبوت: 27] يشير إلى أن الروح إذا هاجر بالسر والنفس متوجهاً إلى ربه يهب له { إِسْحَاقَ } الخفي، ومن تولده { وَيَعْقُوبَ } الإخلاص { وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ ٱلنُّبُوَّةَ وَٱلْكِتَابَ } [العنكبوت: 27] ذرية روح الخفي والنفس وبالقلب أي: نجعلهم مجال الوحي والإلهام، إشارات الحق تعالى ومعادن العلوم وينابيع الحكمة وخزائن الأسرار والحقائق { وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي ٱلدُّنْيَا } [العنكبوت: 27] من المواهب الربانية واللذائذ الروحانية والاحتفاظ بلطائف الحظوظ النفسانية محفوظاً عن آفاتها، وتبعها بقوله: { وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } [العنكبوت: 27] لقبول الفيض الإلهي بلا واسطة.
ثم أخبر عن تفرق قوم [لوط] من التمرد بقوله تعالى: { وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ } [العنكبوت: 28] إلى قوله: { وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [العنكبوت: 40] وقومه إشارة في تحقيقها.