الرئيسية - التفاسير


* تفسير التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي/ الإمام أحمد بن عمر (ت618 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ للَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ } * { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيٰتِنَا فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } * { وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوۤاْ أَوْ مَاتُواْ لَيَرْزُقَنَّهُمُ ٱللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } * { لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُّدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ }

ثم أخبر عن حكم الفريقين وحالهم في الطريقين بقوله تعالى: { ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ للَّهِ } [الحج: 56] يشير إلى أن الحكم يومئذٍ لله لا لغيره، وأنه { يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ } [الحج: 56] وإلا لم يتخصص ملكه تعالى بيوم دون يوم، ولم يتحدد له وقت إذا أمر، ولأجله أنه قدر ولكن الدعاوى في ذلك اليوم بالملكية والمالكية يتقطع والظنون ترتفع، ولا يكون حاكم ولا مالك إلا هو فيحكم { فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ } [الحج: 56] نعيم جوار الحق سبحانه { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيٰتِنَا فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } [الحج: 57] إهانة عذاب البعد والطرد والقطيعة { وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ } [الحج: 58] عن أوطان الطبيعة { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } [الحج: 58] في طلب الحقيقة { ثُمَّ قُتِلُوۤاْ } [الحج: 58] مكنوا بسيف الصدق نفوسهم { أَوْ مَاتُواْ } [الحج: 58] عن الأوصاف البشرية { لَيَرْزُقَنَّهُمُ ٱللَّهُ رِزْقاً حَسَناً } [الحج: 58] رزق القلوب حلاوة العرفان؛ فإن رزق الأسرار ومشاهدة الجمال، ورزق الأرواح مكاشفة الجلال { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } [الحج: 58] لأنه يرزق من أوصاف ربوبيته، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: " أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني " { لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُّدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ } إدخالاً فوق ما يتمنونه، ومدخلاً فوق الذي يهوونه. { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَلِيمٌ } كل قاصد { حَلِيمٌ } [الحج: 59] لانبساط كل صادق.