الرئيسية - التفاسير


* تفسير التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي/ الإمام أحمد بن عمر (ت618 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } * { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ } * { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ } * { كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ } * { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ ٱلْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي ٱلأَرْحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوۤاْ أَشُدَّكُمْ وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُمْ مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى ٱلأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ } [الحج: 1] يشير إلى أن من نسي الله تعالى واشتغل بما دونه عنه بقوله تعالى: { ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ } [الحج: 1] عمَّا سواه كما يقال: اتقى فلان بنفسه { إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } [الحج: 1] وهي: أن الساعة من عظم شأنها أن يكون فيها كل شيء هالك إلا وجهه بقوله تعالى: { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ } [الحج: 2] يشير إلى: مواد الأشياء، فإن لكل شيء مادة وهي ملكوتة ترضع رضيعها من الملك، وذهولها عنه بهلاك استعدادها للإرضاع { وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا } [الحج: 2]، وهي ما يسمى هيولي، فإنها حاصل بالصورة؛ أي: يسقط حمل الصورة الشهادية بهلاك الهيولى.

وبقوله تعالى: { وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ } [الحج: 2] يشير إلى أن ما يكون في القيامة مصوراً بصورة تناسب ذلك العلم إنما يكون متشابهاً بمصورات ما في الدنيا، وهو من عالم المعنى لا من عالم الصورة يدل عليه قراءة من قرأ: { وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَارَىٰ } [الحج: 2] بضم التاء من الإراءة؛ أي: يرونهم سكارى بالصور { وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ } [الحج: 2] في الحقيقة نظيره قوله تعالى:وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَٰبِهاً } [البقرة: 25].

وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: لا يشبه شيء في الجنة شيئاً مما في الدنيا إلا بالاسم، فترى فيها في صورة ما في الدنيا، ولا تكون حقيقته مثل حقيقته: * فمن الناس: من يكون سكره من الغفلة والعصيان.

* ومنهم: من يكون سكره من شراب حب الدنيا وشهواتها.

* ومنهم: من يكون سكره من شراب التنعم.

* ومنهم: من يكون سكره من شراب الحكم والسلطنة.

* ومنهم: من يكون سكره من شراب ذوق الطاعة.

* ومنهم: من يكون سكره من شراب لذة العلم.

* ومنهم: من يكون سكره الشوق.

* ومنهم: من يكون سكره من شراب المحبة.

* ومنهم: من يكون سكره من شراب الوصال.

* ومنهم: من يكون سكره من شراب المعرفة.

* ومنهم: من يكون سكره من شراب المحبية والمحبوبية كما قال بعضهم: لي سكرتان وللندمان واحدة شيء خصصت به من دونهم وحدي، ولكن عذاب الله شديد:

* فمن الناس من يعذب بنار الفراق.

* ومنهم: من يعذب بناء الاشتياق.

* ومنهم: من يعذب بنار شواهد بعظام مألوفاته الدنياوية من نار جهنم.

* ومنهم: من بعذب بنار القطيعة.

* ومنهم: من يعذب بنار شواهدإِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً } [طه: 10].

* ومنهم: من يعذب بنار نور تجلي صفة الجمال.

* ومنهم: من يعذب باستيلاء نار تجلي صفة الجلال إذا مسته النار بدلاً عمَّن لم تمسسه نار.

* ومنهم: من يعذب بنار الفناء في النار والبقاء بالنار كقوله تعالى:

السابقالتالي
2 3