الرئيسية - التفاسير


* تفسير التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي/ الإمام أحمد بن عمر (ت618 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } * { قُلْ إِنَّمَآ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ } * { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ ءَاذَنتُكُمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ وَإِنْ أَدْرِيۤ أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ } * { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ } * { وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ } * { قَالَ رَبِّ ٱحْكُم بِٱلْحَقِّ وَرَبُّنَا ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ }

{ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } [الأنبياء: 107] من أهل الذِّكر وأرباب المحبة من أهل العبادة وأصحاب الأعمال.

{ قُلْ إِنَّمَآ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } [الأنبياء: 108] يا أهل الجنة ويا أهل العناية { فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ } [الأنبياء: 108] أي: مستسلمون له؛ ليبلغكم من مقام العبادة إلى مقام المحبة، ومن مقام المحبة إلى مقام الوصلة { فَإِن تَوَلَّوْاْ } [الأنبياء: 109] أهل الأهواء والطبيعة عن قبول الدعوة والرجوع إلى الحق. { فَقُلْ ءَاذَنتُكُمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ } [الأنبياء: 109] أعمالكم يا أهل الحق والباطل { عَلَىٰ سَوَآءٍ } أي: على سوائه في الاستهزاء إلى طريق الحق ما فرقت بينكم في النصح وتبليغ الرسالة { وَإِنْ أَدْرِيۤ أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ } [الأنبياء: 109] في الوصول إليكم { مَّا تُوعَدُونَ } [الأنبياء: 109] من ثمرات سعادة قبول الدعوة ونتائج شقاوة الدعوة.

{ إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ مِنَ ٱلْقَوْلِ } [الأنبياء: 110] أي: يعلم ما تجهرون من دعاء الإسلام والإيمان والزهد والصلاح والمعارف { وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ } [الأنبياء: 110] من الصدق والإخلاص والرياء والسمعة والنفاق { وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ } [الأنبياء: 111] ما تظهرون وما تكتمون من الحق والباطل { فِتْنَةٌ لَّكُمْ } [الأنبياء: 111] أي: اختبار لكم وابتلاء { وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ } [الأنبياء: 111] أي: إلى حين مجازاتكم بالثواب والعقاب.

وبقوله تعالى: { قَالَ رَبِّ ٱحْكُم بِٱلْحَقِّ } [الأنبياء: 112] يشير إلى: ألاَّ تطلب من الله ولا تطمع في حق المطيع والعاصي إلا ما هو مستحقه، وقد جرى حكم الله فيهما في الأزل { وَرَبُّنَا ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ } [الأنبياء: 112] يشير إلى رحمته غير متناهية وهو ممن يستعان به في طلب الرحمة على أهل الحق والباطل الموصوفين بهما.