الرئيسية - التفاسير


* تفسير التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي/ الإمام أحمد بن عمر (ت618 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً } * { لَّٰكِنَّاْ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً } * { وَلَوْلاۤ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً } * { فعسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً } * { أَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً }

{ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ } [الكهف: 37] وهو القلب { وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً } [الكهف: 37] لتنكر نعمه وأنت تكفرها { لَّٰكِنَّاْ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي } [الكهف: 38] فأشكره ولا أكفره { وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً } [الكهف: 38] كما أشركت يا نفس واتخذت إلهك الهوى { وَلَوْلاۤ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ } [الكهف: 39] أي: هلا إذا شرعت في الدنيا كنت في التصرف فيها بأمر الشرع و { قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } [الكهف: 39] أي: أتصرف فيها كما شاء الله وأمرني بها { لاَ قُوَّةَ } [الكهف: 39] للتصرف فيها { إِلاَّ بِٱللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً } [الكهف: 39] أي: أقل ميلاً إلى الدنيا منك يا نفس وأقل ولداً لأوصاف نفسي { فعسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ } [الكهف: 40] أي: من جنات الروحانية الباقيات الأخرويات { وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا } [الكهف: 40] أي: على جنتك الدنيوية الشهوانية { حُسْبَاناً } [الكهف: 40] آفة { مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } [الكهف: 40] من الآفات { فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً } [الكهف: 40] لا حاصل لها إلا الحسرة والندامة { أَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْراً } [الكهف: 41] أي ماء قواها يغور بالموت { فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً } [الكهف: 41] للحياة أي: فلا تقدر على إحيائها.