الرئيسية - التفاسير


* تفسير التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي/ الإمام أحمد بن عمر (ت618 هـ) مصنف و مدقق


{ قُل لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلإِنْسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً } * { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً }

ثم قال تعالى شاهداً أو دليلاً على ما قررناه لكلامه: { قُل لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلإِنْسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ } [الإسراء: 88] أي: جامعاً لما ذكرناه { لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ } [الإسراء: 88] من الإنس والجن { لِبَعْضٍ ظَهِيراً } [الإسراء: 88] أميناً وناصراً.

ولفظ الجن يتناوله الملائكة وكل من لم يدركه حس البصر لأنهم مستورون عن البصر يقال: جن بترسه إذا استتر به؛ ولهذا قيل للترس المجنّ، وإنما قلنا للباقون بمثله؛ لأنه ليس لكلام الله مثل؛ إذ كلامه صفته، وكما أنه ليس لذاته تعالى مثل وكذلك ليس لصفاته مثل؛ لأنها قديمة قائمة بذاته تبارك وتعالى وصفات المخلوق مخلوقة قابلة للتغيير والفناء.

ثم قال: { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } [الإسراء: 89] أي: وجهنا ودبرنا لمن نسي الطريق إلينا في معاني هذا القرآن وأسراره وإشاراته من كل طريقة وسبب وإرشاد يتعلق بالروح إلينا { فَأَبَىٰ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ } [الإسراء: 89] الرجوع إلينا وما اختاروا { إِلاَّ كُفُورا } [الإسراء: 89] جحوداً أو إنكاراً أو إصراراً على كفران نعمة الدين والقرآن وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم.