الرئيسية - التفاسير


* تفسير التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي/ الإمام أحمد بن عمر (ت618 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ فَٱخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } * { وَإِنَّ عَلَيْكَ ٱللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدِّينِ } * { قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } * { قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ } * { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ } * { قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } * { إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ } * { قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ } * { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ } * { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ } * { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ } * { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { ٱدْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ } * { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَٰناً عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِينَ } * { لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ }

فلما أبى السجود متعللاً بهذه العلامات { قَالَ فَٱخْرُجْ مِنْهَا } [الحجر: 34] أي: من صورة الملائكة وصفاتها { فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } [الحجر: 34] أي: غاية البعد { وَإِنَّ عَلَيْكَ ٱللَّعْنَةَ } [الحجر: 35] مطروداً مردوداً من قرب الجوار بالنار { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدِّينِ } [الحجر: 35] وهو يوم الجزاء وإنجاز الوعد بالوفاء، وفيه أيضاً إشارة إلى أن إبليس النفس مأمور بسجود آدم الروح ومن دأبه وطبعه الإباء عن طاعة الله والاستكبار على خليفة الله والامتناع عن سجوده وذلك في بذر خلقتها علىفِطْرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا } [الروم: 30] فلما أمر إبليس للسجود وأبى { قَالَ فَٱخْرُجْ مِنْهَا } [الحجر: 34] أي: من فطرة الله المستعدة لقبول الكفر والإيمان { فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } [الحجر: 34] مطرود من جوارنا؛ لأنك قبلت الكفر دون الإيمان.

{ وَإِنَّ عَلَيْكَ ٱللَّعْنَةَ } [الحجر: 35] وهي من نتائج صفات القهر، أي: مقهوراً مبعداً عن صفات عبادنا المقبولين { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدِّينِ } [الحجر: 35] أي: إلى أن يولج الدنيا في نهار الدين، وتطلع شمس شواهدنا من مشرق الروح، وتصير أرض النفس مشرقة بأنوار الشواهد، فتكون مطمئنة متبدلة صفاتها الذميمة الحيوانية المظلمة بالأخلاق الروحانية الحميدة النورانية المستحقة لخطابٱرْجِعِي } [الفجر: 28].

{ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [الحجر: 36] أي: الأرواح في قيامة العشق { قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ * إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ } [الحجر: 37-38] وهو وقت يتجلى فيه لأرواح العشاق فينعكس نور التجلي من الأرواح المقدسة لهوَٱدْخُلِي جَنَّتِي } [الفجر: 30] أي: جواري وقربي { قَالَ } [الحجر: 39] إبليس النفس { رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي } [الحجر: 39] أضللتني عن طريق الهداية { لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ } [الحجر: 39] أي: أزين للأرواح في أرض البشرية من الأعمال الصالحات التي تورث الأخلاق الحميدة وبها تربية الأرواح وترقيها إلى أعلى درجات القرب { وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } [الحجر: 39] عما كانوا عليه من الأعمال الروحانية الملكية التي لا ترقى إلا بها { إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ } [الحجر: 40] الذين أخلصتهم عن حبس الوجود بجذبات الطاعة وأفنيتهم عنهم بهدايتك.

{ قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ } [الحجر: 41] معناه هذا مقام أهل الاستقامة في السير في الله المعتصمين بالله المنقطعين عن غيره { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } [الحجر: 42] أي: حجة تتعلق بهم بتلك الحجة للهداية، أو العناية فإنهم بلا هم، وإن من خصوصية العبودية المضافة إلى الحضرة المحمدية عما سوى الحضرة { إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ } [الحجر: 42] الذين بلا هم وإن من خصوصية العبودية أضلوا عن السير في الله بالله { وَإِنَّ جَهَنَّمَ } [الحجر: 43] البعد والاحتراق من الفراق { لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ } [الحجر: 43] { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ } [الحجر: 44] من الحرص والشر والحقد والحسد والغضب والشهوة والكبر { لِكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ } من الأزواج المتبعين بصفاتها { جُزْءٌ مَّقْسُومٌ } بحسب الاتفاق بصفاتها.

السابقالتالي
2