الرئيسية - التفاسير


* تفسير التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي/ الإمام أحمد بن عمر (ت618 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ يٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوۤاْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ ٱلْلَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ ٱلصُّبْحُ أَلَيْسَ ٱلصُّبْحُ بِقَرِيبٍ } * { فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ } * { مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ }

{ قَالُواْ يٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوۤاْ إِلَيْكَ } [هود: 81] يعني: هذه القوم لا يصلون إليك وإلى مقام تريد أن توصلهم إليه، { فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ ٱلْلَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ } [هود: 81] إلى ما هم فيه من الدنيا وزينتها ومتاعها أراد به تجرد الباطن عن الدنيا وما فيها، فإن التجارة من الهلاك والعذاب منوط به، { إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمْ } [هود: 81] لأنها تلتفت إلى ما يلتفتون إليه قومك فيصيبها من العذاب والهلاك ما أصابهم. { إِنَّ مَوْعِدَهُمُ ٱلصُّبْحُ } [هود: 81] صبح يوم وفاتكم، { أَلَيْسَ ٱلصُّبْحُ بِقَرِيبٍ } [هود: 81] وهو الموت. { فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا } [هود: 82] أي: حكمنا الأزلي، { جَعَلْنَا عَالِيَهَا } [هود: 82] أي: عالي الدنيا، { سَافِلَهَا } [هود: 82] يوم القيامة، { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا } [هود: 82] أي: على قرى الذوات الخبيثة السفلية، { حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ } أي: من سجين جهنم، { مَّنْضُودٍ } [هود: 82] معدّاً.

{ مُّسَوَّمَةً } [هود: 83] باسم صاحبها، { عِندَ رَبِّكَ } [هود: 83] وهي إشارة إلى قساوة القلب التي تقسو القلوب، فهي كالحجارة وأشد قسوة، وهي مقدرة تمطر هي كل قلب مقدار ما قدر له يدل عليه قوله: { وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ } [هود: 83] أي: وما تلك القساوة في قلب الظالمين ببعيد، فإن الظلم من نتائج تلك القساوة.