الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَٰهِيمَ وَأَصْحَـٰبِ مَدْيَنَ وَٱلْمُؤْتَفِكَـٰتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِٱلْبَيِّنَـٰتِ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } * { وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }

{ أَ } يصر المنافقون على النقاق والشقاق و { لَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ } أي: خبر إهلاك القوم { ٱلَّذِينَ } مضوا { مِن قَبْلِهِمْ } كيف يهلكهم الله بظلمهم وذنوبهم مثل { قَوْمِ نُوحٍ } كيف استؤصلوا بالطوفان { وَعَادٍ } بالريح { وَثَمُودَ } بالرجفة { وَقَوْمِ إِبْرَٰهِيمَ } بالبعوض { وَأَصْحَـٰبِ مَدْيَنَ } أي: قوم شعيب أُهلكوا بالنار النازلة عليهم من السماء يوم الظلة { وَٱلْمُؤْتَفِكَـٰتِ } قرى قوم لوط هلكوا بالزلزلة وإمطار الأحجار إلى حيث يجعل عاليها سافلها، كل من أولئك الهالكين { أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِٱلْبَيِّنَـٰتِ } الواضحة الدالة على صدقهم ودعواهم فكذبوهم؛ عناداً ومكابرةً، فلحقهم ما لحقهم بشؤم تكذيبهم { فَمَا كَانَ ٱللَّهُ } المصلح لأحوال عباده { لِيَظْلِمَهُمْ } أي: لم تكن من سنته سبحانه الانحراف عن القسط إلى حيث يؤدي إلى الظلم؛ إذ هو سبحانه مستوٍ على العدل القويم { وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [التوبة: 70] بالخروج عن مقتضى العدل الإلهي الموضوع، فيهم من قبل الحق بنيابة رسله.

ثم لمَّا ذكر سبحانه أحوال المنافقين والمنافقات، ومظاهرتهم ومعاونتهم عقب أحوالهم بأحوال المؤمنين جرياً على السنة المستمرة، فقال: { وَٱلْمُؤْمِنُونَ } الموقنون بتوحيد الله، المصدقون لرسله { وَٱلْمُؤْمِنَاتُ } الملحقات بهم، المتفرعات عليهم { بَعْضُهُمْ } في الأمور الدينية { أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ } بالمظاهرة والموالاة { وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } على مقتضى ما وصل إليه من رسلهم { وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ } المفروضة المصفية لبواطنهم على الميل إلى غير الحق { وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ } المطهرة لظواهرهم عن الاشتغال بما سواه سبحانه { وَ } بالجلمة: { يُطِيعُونَ ٱللَّهَ } في جميع حالاتهم إطاعة تفويض وتسليم { وَ } ينقادون { رَسُولَهُ } في جميع ما جاء به ودعا إليه { أُوْلَـٰئِكَ } السعداء المفوضون أمورهم إلى الله، المنقادون لرسوله { سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ } الرقيب عليهم من فضله ولطفه { إِنَّ ٱللَّهَ } المدبر لأمور عباده { عَزِيزٌ } غالب قادر على جميع ما أراد بهم { حَكِيمٌ } [التوبة: 71] متقن في جزائهم حسب أعمالهم واستعدادهم لذلك.