الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ } * { وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ } * { فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَٰفِرُونَ }

{ قُلْ } للمنافقين المتخلفين الذين يريدون إعاتنك بالمال بدل الخروج إلى الجهاد: لن ينفعكم إنفاقكم عند الله سواء { أَنفِقُواْ طَوْعاً } طائعين { أَوْ كَرْهاً } كارهين { لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ } لأن الإنفاق إنما يقبل من المؤمنين الصالحين المخلصين { إِنَّكُمْ } بسبب كفرهم ونفاقكم مع الله ورسوله { كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ } [التوبة: 53] لا يقبل منكم الصدقات مطلقاً؛ لعدم مقارنتها بالإيمان.

{ وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ } أي: ليس عدم قبول نفاقهم وصدقاتهم عند الله { إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ } المتوحد بذاته، وأشركوا له ما هو من مصنوعاته { وَبِرَسُولِهِ } بتكذيبه، وعدم إطاعته وإنقياده { وَ } علامة كفرهم ونفاقهم: إنهم { لاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلاَةَ } الفاصلة الفارقة بين الكفر والإيمان { إِلاَّ } يأتونها مداهنةً { وَهُمْ كُسَالَىٰ } مبطئون مؤخرون بلا انبعاث قلبي وداعية شوقية { وَ } أيضاً { لاَ يُنفِقُونَ } ما ينفقون { إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ } [التوبة: 54] كراهة قلبية؛ لأنهم لا يتوقعون ترتيب الثواب عليها؛ لعدم إيمانهم بيوم الجزاء والثواب والعقاب.

ومتى تحقق كفرهم ونفاقهم { فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُهُمْ } أي: كثرتها وتفاخرهم بها؛ لأنها من أسباب العذاب والنكال عليهم { إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ } المنتقم منهم { لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا } بجمعها وحفظها ونمائها، وارتكاب المحن والشدائد في تحصيلها { وَ } من كثرة محبتهم لها وحرصهم عليها { تَزْهَقَ } وتزول { أَنفُسُهُمْ } وقت حلول الأجل { وَهُمْ كَٰفِرُونَ } [التوبة: 55] محجوبون عن توحيد الله والإيمان.