الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ } * { قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } * { قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلاَّ إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ }

{ إِن تُصِبْكَ } في بعض أسفارك وغزواتك { حَسَنَةٌ } ظفرة وغنيمة { تَسُؤْهُمْ } وتزيد غيظهم ونفاقهم { وَإِن تُصِبْكَ } في بعضها { مُصِيبَةٌ } كسر وهزيمة { يَقُولُواْ } تصحيحاً وتحسيناً لرأيهم الفاسد: { قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا } وأصبنا فيه { مِن قَبْلُ } أي: حين تخلفنا { وَيَتَوَلَّواْ } عن مجمعهم الذي يتشامتون فيه بالمؤمنين تبجحاً { وَّهُمْ } في رجوعهم وتفرقهم { فَرِحُونَ } [التوبة: 50] مسرورون.

{ قُل } يا أكمل الرسل للمتشامتين المنافقين على مقتضى كشفك وشهودك بربك: { لَّن يُصِيبَنَآ } من الحوادث { إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ } المقدر للآجال والأرزاق، وجميع الأفعال والأحوال، والحوادث الجارية في عالم الغيب والشهادة { لَنَا } وخصصنا بها في حضرة علمه؛ إذ { هُوَ } بذاته { مَوْلاَنَا } ومولي جميع أمورنا يصنع بنا على مقتضى ما ثبت في حضرة علمه بلا تبديل ولا تغيير { وَ } ما لنا إلا الرضا بما جرى علينا وسيجري من القضاء؛ لذلك { عَلَى ٱللَّهِ } لا على غيره من الأسباب والوسائل؛ إذ مرجع الكل إليه، كما أن مبدأه منه أولاً بالذات { فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } [التوبة: 51] بتوحيد الذات، وسريان سر الوحدة على صفائح المكونات.

{ قُلْ } لهم أيضاً: { هَلْ تَرَبَّصُونَ } أي: تترقبون وتنتظرون { بِنَآ إِلاَّ إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ } أي: العاقبتين الحميدتين اللتين كل منهما محض خير، إمَّا النصرة وإمَّا الشهادة إذ وعدنا الله من فضله بهما { وَنَحْنُ } أيضاً { نَتَرَبَّصُ بِكُمْ } على مقتضى وحي الله وإلهامه { أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍ } نازل { مِّنْ عِندِهِ } بلا دخل منا وصنع من كسف أو خسف وزلزلة وغيرها { أَوْ بِأَيْدِينَا } من القتل والأسر، والإجلاء والإذلال { فَتَرَبَّصُوۤاْ } وانتظروا لما وُعد لنا { إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ } [التوبة: 52] أيضاً لما أوعدتم به؛ حتى ننظر كيف يجري حكم الله ومشيئته؟