الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِلاَّ ٱلَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوۤاْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ } * { فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلأَشْهُرُ ٱلْحُرُمُ فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَٱحْصُرُوهُمْ وَٱقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

ثمَّ لمَّا لم يصدر عن بعض المشركين شيء من أمارات النقض والإتيان وعلامات المخالفة والمخادعة استثناهم الله سبحانه، وأمر المؤمنين بمحافظة عهودهم إلى انقضاء المدة المعلومة، فقال: { إِلاَّ ٱلَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ثُمَّ } بعد المعاهدة { لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً } مما عاهدوا عليه والتزموا حفظه، بل داوموا على حفظها { وَ } مع ذلك { لَمْ يُظَاهِرُواْ } ولم يعانوا { عَلَيْكُمْ أَحَداً } من أعدائكم حفظاً لعهدكم وميثاقكم { فَأَتِمُّوۤاْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ } أي: أنتم أولى بإيفاء الكعهد وإتمام مدته { إِلَىٰ } انقضاء { مُدَّتِهِمْ } التي عاهدوا عليها { إِنَّ ٱللَّهَ } المستوي على العدل القويم { يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ } [التوبة: 4] الذي يواظبون على إيفاء العهود وحفظ المواثيق؛ حذراً عن تجاوز حدود الله وعهوده.

{ فَإِذَا ٱنسَلَخَ } أي: انقضى ومضى { ٱلأَشْهُرُ ٱلْحُرُمُ } المأمورة فيها السياحة والأمن { فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ } المصرين على الشرك، الناقضين للعهد والميثاق { حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } في حل أو حرم مستأمنين أم لا { وَخُذُوهُمْ } أي: ائسروهم واسترقوهم، واستولوا عليهم { وَ } إن استحفظوا استحصنوا { ٱحْصُرُوهُمْ وَٱقْعُدُواْ لَهُمْ } لأخذهم وقتلهم { كُلَّ مَرْصَدٍ } وممر من شعاب الجبال وشفار الوادي { فَإِن تَابُواْ } ورجعوا عن الشرك، ومالوا إلى الإيمان { وَ } بعد إيمانهم { أَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ } التي هي علامة إيمانهم وتصديقهم.

{ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ } التي تطهر قلوبهم عن أمارات النفاق { فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ } كسائر المسلمين تتذكروا، وتلتفتوا بما صدر عنهم من المخالفة والمقاتلة والشقاق فيمامضى { إِنَّ ٱللَّهَ } المصلح لأحوال عباده { غَفُورٌ } لما صدر عنهم من المعاصي والآثام { رَّحِيمٌ } [التوبة: 5] لهم يوصلهم إلى دار السلام بعدما أخلصوا الإنابة والرجوع.