الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ } * { لَقَدِ ٱبْتَغَوُاْ ٱلْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ ٱلأُمُورَ حَتَّىٰ جَآءَ ٱلْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ ٱللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ } * { وَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ ٱئْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلا فِي ٱلْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِٱلْكَافِرِينَ }

وإنما ثبتطهم سبحانه وكره نهوضهم، لأنه سحبانه علم منهم أنهم { لَوْ خَرَجُواْ } معكم، وكانوا { فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً } فساداً بالغيبة والنميمة، وإيقاع الفتنة بينكم { ولأَوْضَعُواْ } أي: أسرعوا وأدخلوا ركائبهم { خِلاَلَكُمْ } ليتخللوا فيكم وليفرقوا جمعكم؛ حتى يشتغلوا بالنميمة، وإذ ازدحم العدو هزموكم بتفريق جمعكم وتشتيت شملكم، وبالجملة: إنما { يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ } أي: يطلبون إيقاع الفتنة بينكم بأي وجه كان { وَ } الحال أن { فِيكُمْ } وبينكم { سَمَّاعُونَ لَهُمْ } أي: ضعفة يسمعون قولهم ويقبلون نصحهم، ويرغبون إليهم ويطيعون أمرهم { وَٱللَّهُ } المطلع لأحوال عباده { عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ } [التوبة: 47] الخارجين عن مقتضى أوامره سراً وعلانية.

{ لَقَدِ ٱبْتَغَوُاْ ٱلْفِتْنَةَ } أي: ليس هذا أول ابتغائهم وإيقاعهم، بل أوقعوا الفتنة { مِن قَبْلُ } وأرجفوا بهلاكك، وشتتوا شمل أصحابك { وَقَلَّبُواْ لَكَ ٱلأُمُورَ حَتَّىٰ جَآءَ ٱلْحَقُّ } أي: النصر والتأييد الثابت عنده، المقرر دونه سبحانه من نصر دينك وإعلائه، ونسخ الأديان كلها { وَظَهَرَ أَمْرُ ٱللَّهِ } وإعلاء كلمته { وَهُمْ كَارِهُونَ } [التوبة: 48] من خبث باطنهم ظهور دينك وارتفاع شأنك، وسمو برهانك.

{ وَمِنْهُمْ } أي: من المستأذنين المتخلفين { مَّن يَقُولُ } لك حين استأذنك بالعقود: { ٱئْذَن لِّي } إذ ليس لي قوة الخروج { وَلاَ تَفْتِنِّي } أي: لا توقعني في الفتنة بالخروج؛ إذ إني أخاف على نفسي من الفتنة والعصيان لو خرجت، قل لهم يا أكمل الرسل توبيخاً وتقريعاً: { أَلا فِي ٱلْفِتْنَةِ سَقَطُواْ } أي: وقعوا في فتنة التخلف وظهور النفاق والشقاق باستذانهم وقولهم هذا { وَ } استحقوا العذاب والنكال { إِنَّ جَهَنَّمَ } البعد والخذلان { لَمُحِيطَةٌ بِٱلْكَافِرِينَ } [التوبة: 49] في الدنيا والآخرة، ومن شدة شكيمتهم وغيظ قلوبهم معك يا أكمل الرسل.