الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ لاَ يَسْتَأْذِنُكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلْمُتَّقِينَ } * { إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَٱرْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ } * { وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ ٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْقَاعِدِينَ }

{ لاَ يَسْتَأْذِنُكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } أي: ليس من عادة المؤمنين الاستئذان منك إلى الخروج نحو القتال مطلقاً، بل هم منتظرون دائماً، متهيئون دائماً أسبابهم، مترصدون إلى { أَن يُجَاهِدُواْ } في سبيل الله { بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ } وينتهزون الفرصة بالمسابقة حين أمروا، فيكف أن يتأذنوا بالقعود وعدم الخروج، والمعذرون متألمون متحسرون بكون في زاوية الحرمان، محزنون ملهوفون متأسفون؛ لذلك وعد لهم سبحانه من فضله درجة عظيمة { وَٱللَّهُ } المطلع لضمائر عباده { عَلِيمٌ بِٱلْمُتَّقِينَ } [التوبة: 44] الذين يحفظون نفوسهم من مخالفة أمر الله وأمر رسوله بلا عذرٍ شرعي.

بل: { إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ } بالقعود والتخلف { ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ } وتوحيده { وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } المعدّ لجزاء الأعمال { وَٱرْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ } لعدم اطمئنانها ورسوخها بالإيمان والتوحيد { فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ } المركوز في جبلتهم { يَتَرَدَّدُونَ } [التوبة: 45] يتحيرون؛ ويتذبذبون لا إلى هؤلاء وإلى هؤلاء.

{ وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ } وقصدوا الوفاق مع المؤمنين كما أظهروا { لأَعَدُّواْ } وهيأوا { لَهُ عُدَّةً } أهبة وأسباباً { وَلَـٰكِن } لخبث باطنهم وانهماكهم في الضلال { كَرِهَ ٱللَّهُ } المطلع على قساوة قلوبهم { ٱنبِعَاثَهُمْ } أي: اهتزازهم وتحركهم نحو القتال { فَثَبَّطَهُمْ } لذلك وحبسهم، وأقعدهم في مكانهم بإلقاء الرعب والكسل في قلوبهم { وَ } كأنه { قِيلَ } لإسماعهم تضليلاً لهم وتغريراً: { ٱقْعُدُواْ } أيها المنهمكون في الغفلة { مَعَ ٱلْقَاعِدِينَ } [التوبة: 46] من النساء والصبيان، والمرضى والزمناء.