{ إِلاَّ تَنصُرُوهُ } أي: إن لم تنصروا نبيه المؤيَّد من عنده { فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ } الرقيب عليه، اذكروا نصر الله إياه وقت { إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي: أهل مكة من مكة حال كونه { ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ } أي: ليس معه إلا رجل واحد، وهو أبو بكر رضي الله عنه فذهبا نحو الجبل فدخلا الغار، واقتفى العدو أثرهما فوصلوا الغار { إِذْ هُمَا } خبيئين { فِي ٱلْغَارِ } فتحزَّن صاحبه من إدراك العدو، اذكروا { إِذْ يَقُولُ } صلى الله عليه وسلم في تلك الحالة { لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ } عن إدراكهم، ولا تيأس عن نصر الله وحفظه { إِنَّ ٱللَّهَ } الرقيب علينا حاضر { مَعَنَا } يكفينا مؤونة ضررهم. { فَأَنزَلَ ٱللَّهُ } سبحانه بقوله صلى الله عليه وسلم { سَكِينَتَهُ } أي: اطمئنانه وقراره { عَلَيْهِ } أي: على صاحبه { وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ } أي: ملائكة مستحفظين مستحصنين، حارسين له { لَّمْ تَرَوْهَا } عيونكم، مثل أولئك الجنود { وَجَعَلَ } سبحانه بنصره وتأييده إياه صلى الله عليه وسلم { كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي: ما يدعون ويخاصمون معه لأجله وترويجه { ٱلسُّفْلَىٰ } أي: الأدنى الانزل، لا يؤبه ولا يبالي بها أصلاً { وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ } أي: كلمة توحيده التي ظهر بها حبيبه صلى الله عليه وسلم { هِيَ ٱلْعُلْيَا } إذا الحق يعلو ولا يُعلى { وَٱللَّهُ } القادر المقتدر على كل من يشاء { عَزِيزٌ } غالب في نصر أوليائه على أعدائه { حَكِيمٌ } [التوبة: 40] في جميع أفعاله وتبدبيراته.