الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلْتُمْ إِلَى ٱلأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا مِنَ ٱلآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ } * { إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَا } ذا عرض ولحق { لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } لنصرة دينه وإعلاء كلمة توحيده { ٱثَّاقَلْتُمْ } أي: تثاقلتم وتعاللتم وتباطأتم، وصرتم من غاية ثقلكم وتكاسلكم كأنكم تلزقون { إِلَى ٱلأَرْضِ أَرَضِيتُمْ } أيها المستبطئون { بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } الدنية الحقيرة ومزخرفاتها الفانية بدلاً { مِنَ ٱلآخِرَةِ } ولذاتها الباقية { فَمَا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } والاستمتاع بها، والتلذذ بمستلذاتها ومشتهياتها { فِي ٱلآخِرَةِ } أي: جنب لذاتها ودرجاتها { إِلاَّ قَلِيلٌ } [التوبة: 38] مستحقر مسترذل، بل فانٍ مطلقاً، لا وجود لها أصلاً عند من كحل الله عين بصيرته، وأذهب عمى قلبه.

{ إِلاَّ تَنفِرُواْ } بعدما أمرتم به { يُعَذِّبْكُمْ } الله المنتقم منكم { عَذَاباً أَلِيماً } باستيلاء عدوكم عليكم، واستئصالكم بأفظع الوجوه وأفزعها { وَ } بعد إهلاكهم { يَسْتَبْدِلْ } منكم { قَوْماً غَيْرَكُمْ } مطيعين لأمره، منقادين لحمه؛ لينفروا في سبيله، كأهل اليمن والفرس { وَ } اعلموا أنكم بتكاسلكم وتقاعدكم عن القتال المأمور { لاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً } إذ هو منزه عن تقويتكم وإضراركم، وكفركم وإيمانكم { وَٱللَّهُ } المنتقم على من خرج عن مقتضى أمره { عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من صور الانتقام { قَدِيرٌ } [التوبة: 39] لا يخرج عن حيطة قدرته شيء.