الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلأَحْبَارِ وَٱلرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } * { يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالله ورسوله، وتحققوا وتيقنوا { إِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلأَحْبَارِ وَٱلرُّهْبَانِ } الموسوسين لضعفاء العوام، الملبسين لهم طريق الحق بالتغديرات المبتدعة من تلقاء نفوسهم، كالشيخوخة التي ظهرت في زماننا هذا، إنما غرضهم ومعظم مأمولهم { لَيَأْكُلُونَ } ويأخذون { أَمْوَالَ ٱلنَّاسِ } المنحطين عن زمرة أهل التحقيق { بِٱلْبَاطِلِ } أي: بتزويج الباطل الزائغ الذي ابتدعوها بلا مستند لهم.

{ وَيَصُدُّونَ } أي: يصرفون ويضلون أباطيلهم وتلبساتهم ضعاء الأنام { عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } الذي هو الإسلام تلبيساً عليهم وتغريراً لهم؛ ليأخذوا الرضى منهم ويكنزوها { وَ } لم يعلموا أن { ٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ } أي: يجعلونها مخزوناً محفوظاً من أي ملة كانوا { وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } طلباً لمرضاته { فَبَشِّرْهُمْ } يا أكمل الرسل { بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [التوبة: 34] مؤلم مفزع.

اذكر لهم { يَوْمَ يُحْمَىٰ } أي: حين توقدون وتحرقون { عَلَيْهَا } أي: على تلك الذهب والفضة المخزونة المحفوظة نار، مع أنها موضوعة { فِي نَارِ جَهَنَّمَ } وهذا مبالغة لشدة احمائه، وبعدما حميت إلى أن صارت جذوة نار { فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ } ليوسموا بها ويعلموا على رءوس الأشهاد جزاء ما افتخروا بها في النشأة الأولى { وَجُنوبُهُمْ } ليتألموا بها أشد تألم، بدل ما يتلذذون بها أشد تلذذ { وَظُهُورُهُمْ } بدل ما يستظهرون بها ويتعاونون بسببها، ويقال حين كيهم وتعذيبهم: { هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ } وخزنتم { لأَنْفُسِكُمْ } لتتنعموا بها وتسروا بجمعها وادخارها { فَذُوقُواْ } اليوم وبال { مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ } [التوبة: 35] بدل ما تتلذذون بها.