الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ عُزَيْرٌ ٱبْنُ ٱللَّهِ وَقَالَتْ ٱلنَّصَارَى ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللَّهِ ذٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ ٱللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } * { ٱتَّخَذُوۤاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَمَآ أُمِرُوۤاْ إِلاَّ لِيَعْبُدُوۤاْ إِلَـٰهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }

{ وَ } بالجملة: خذوا الجزية منهم على وجه تضطروهم وتلجئوهم إلى الإيمان وكيف لا يقتل هؤلاء الكفرة المشركون؟! { قَالَتِ ٱلْيَهُودُ } منهم: { عُزَيْرٌ ٱبْنُ ٱللَّهِ } المنزه عن التزوج والازدواج، والأبوة والبنوة؛ إذ هي من لوازم البشر { وَقَالَتْ ٱلنَّصَارَى } أيضاً { ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللَّهِ } تعالى عمَّا يقول الظالمون علواً كبيراً { ذٰلِكَ } القول المهمل { قَوْلُهُم } دائماً جارياً { بِأَفْوَاهِهِمْ } وأن فرض مخالفة اعتقادهم قولهم فلا أقل: إنهم { يُضَاهِئُونَ } ويشابهون قولهم هذا { قَوْلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } وأشركوا { مِن قَبْلُ } بأمثال هذه المهملات، حيث قالوا: الملائكة بنات الله؛ لذلك { قَاتَلَهُمُ ٱللَّهُ } وأهلكهم بأمثال هذه المقالات المهملة { أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } [التوبة: 30] أي: كيف يصرفون أيها الناكبون عن الطريق الحق الصريح إلى الباطل الزائغ الزائل؟!.

وبالجملة: { ٱتَّخَذُوۤاْ } من فرط جهلهم وخبث طينتهم { أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً } مستقلين في الوجود، ومتأصلين فيه { مِّن دُونِ ٱللَّهِ } المنزه عن الشريك مطلقاً، المستقل في الوجود، المتفرد فيه بلا وجود لغيره أصلاً، يعبدونهم كعبادة الله { وَ } خصوصاً { ٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَ } الحال أنهم { مَآ أُمِرُوۤاْ } في كتبهم التي يدعون بمقتضاها { إِلاَّ لِيَعْبُدُوۤاْ إِلَـٰهاً وَاحِداً } أحداً صمداً، فرداً وتراً، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً؛ إذ { لاَّ إِلَـٰهَ } ولا موجود { إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } [التوبة: 31] له من مصنوعاته وأضلاله.