الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ } * { وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } * { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

وبالجملة: { قَاتِلُوهُمْ } حيث وجدتموهم، فإنكم منصورون عليهم { يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ } بأنواع العذاب من الأسر والقتل والإجلاء { وَيُخْزِهِمْ } أي: بذلهم ويهينهم ما بقي منهم من ذرياتهم { وَيَنْصُرْكُمْ } دائماً { عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ } بقهرهم وإذلالهم { صُدُورَ قَوْمٍ } غرباء { مُّؤْمِنِينَ } [التوبة: 14] حيث صارت قلوبهم مرضى من وعيدات أولئك الطغاة الغواة، المتجبرين المستكبرين.

{ وَيُذْهِبْ } بقتل أولئك الكفرة، وقمعهم واستئصالهم { غَيْظَ قُلُوبِهِمْ } أيما حدث وخدش في قلوب هؤلاء الغرباء المؤمنين الذين تركوا أوطانهم؛ لحب دين الإسلام من استيلاء الكفار وكثرة عددهم وعُددهم، وجاههم ومالهم { وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ } أي: يصرف ويرجع من الباطل؛ بسبب قلعهم وقمعهم من في قلوبهم مرض من الأقاصي والأداني { وَٱللَّهُ } المطلع لضمائر عباده { عَلِيمٌ } بمخايلهم وأمراض قلوبهم { حَكِيمٌ } [التوبة: 15] في علاجها ودفعها.

ثمَّ قال سبحانه على وجه التشنيع للمؤمنين؛ تحريكاً لحمية الإيمان: { أَمْ حَسِبْتُمْ } وظننتم أيها المؤمنون الكارهون للقتال، المتقاعدون عن امتثال الأوامر الواقعة فيه { أَن تُتْرَكُواْ } على ما أنتم عليه، ولا تؤمروا بالقتال من بعد { وَ } زعمتم زعماً فاسداً { لَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ } ولما يفصل ويميز بعلمه الحضوري { ٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ } في سبيله مخلصين خالصاً لرضاه.

{ وَ } مع ذلك { لَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ } { وَلاَ } من دون { رَسُولِهِ } المستخلف منه، النائب عنه { وَلاَ } من دون { ٱلْمُؤْمِنِينَ } المرابطين قلوبهم مع الله ورسوله { وَلِيجَةً } أي: بطانةً ومرجعاً يوالونهم ويفشون إليهم سرائرهم، بلى إن الله عليم بجميع ما صدر عنكم من علامات الإخلاص وأمارات النفاق { وَٱللَّهُ } المطلع لجميع أحوالكم { خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [التوبة: 16] أي: تتخيلون وتحضرون من التكاسل والتواني والإلجاء إلى الأعداء والرجوع إليهم في خلواتكم وأسراركم.