الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوۤاْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِّنَ ٱلْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ } * { وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } * { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ }

ثم قال سبحانه: { وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ } أي: وما استقام لهم وناسب بحالهم { لِيَنفِرُواْ } عن أماكنهم وبلادهم { كَآفَّةً } بحيث تخلو بلدانهم عن الحفظة والحراس { فَلَوْلاَ } وهلا { نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ } إلى الرسول { لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ } ويتعلموا شعائره وما يتعلق به من الأدب { وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ } بذلك { إِذَا رَجَعُوۤاْ إِلَيْهِمْ } ويقيموا لهم ما يتعلمون من شعائر الإسلام ومناسك الدين القويم { لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } [التوبة: 122] عن منهيات الدين، ويتصفون بمأموراته، ويصلحون عقائدهم بها فيؤمنوا ويوقنوا بالله، ويتدينوا بدينه.

ومن معظم شعائر الإسلام: القتال { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُمْ } ويقرب منكم في حواليكم وحواشيكم { مِّنَ ٱلْكُفَّارِ } وليضيقوا ويشددوا عليهم { وَلْيَجِدُواْ } ويشاهدوا { فِيكُمْ غِلْظَةً } تشدداً وتصبراً على القتال، وجرأةً وتهوراً عليها فيخافوا منكم، فيتركوا عنادهم، ولا تبالوا بكثرة عددهم وعددهم، واجترئوا عليهم { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ } القادر المقتدر بالقدرة التامة الكاملة { مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ } [التوبة: 123] الذين يحفظون حدود ما أنزل الله عليهم فتوكلوا عليه، وامتثلوا بمأموره إن كنتم موقنين.

{ وَ } كيف لا تقاتلون ولا تشددون أيها المؤمنون على الغواة المستهزئين الذين { إِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ } من عندنا مشتملة على تكميل دينكم، وزيادة إيمانكم ويقينكم { فَمِنْهُمْ } أي: من المنافقين { مَّن يَقُولُ } لأصحابه ورفقائه له من خبث باطنه وركاكة فطنته؛ استهزاءً وسخريةً: { أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ } استحقاراً لها { إِيمَاناً فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالله وبجميع ما نزل من عنده؛ لإصلاح أحوال عباده { فَزَادَتْهُمْ } بعدما تأمنوا فيها، وتدبروا في مرموزاتها { إِيمَاناً } يقيناً واطمئناناً { وَهُمْ } بعدما أطعلوا على مطالعها { يَسْتَبْشِرُونَ } [التوبة: 124] بنزولها.

{ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } هو التعامي عن آيات الله ومتقضى إشارته، ورموزه { فَزَادَتْهُمْ } هذه { رِجْساً } كفراً وشركاً متضمناً { إِلَىٰ رِجْسِهِمْ } الأصلي وكفرهم الجبلي، وصاروا منعمسين منمكين بالكفر والضلال { وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ } [التوبة: 125] مصرون على كفرهم فلحقوا بشياطينهم الذين مضوا قبلهم، خسر الدنيا والآخرة؛ ذلك هو الخسران المبين.