الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ فَإِخْوَٰنُكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَنُفَصِّلُ ٱلأيَـٰتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } * { وَإِن نَّكَثُوۤاْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوۤاْ أَئِمَّةَ ٱلْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ } * { أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَّكَثُوۤاْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ ٱلرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُمْ مُّؤُمِنِينَ }

{ فَإِن تَابُواْ } ورجعوا إلى الإيمان بعدما بالغوا في العناد والاستكبار { وَ } بعد رجوعهم { أَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ } المصفية لبواطنهم عن الميل إلى غير الحق { وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ } المطهرة لظواهرهم عمَّا يشغلهم عن الحق { فَإِخْوَٰنُكُمْ فِي ٱلدِّينِ } أنتم وهم سواء في سلوك طريق الحق والرجوع إليه { وَ } إنما { نُفَصِّلُ } ونوضح { ٱلأيَـٰتِ } الدالة على توحيدنا { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [التوبة: 11] ويصلون إلى مرتبة اليقين العلمي، ويريدون الترقي منها إلى اليقين العيني والحقي.

{ وَإِن نَّكَثُوۤاْ } ونقضوا { أَيْمَانَهُم } ونبذوا عهودهم { مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ } وراء ظهورهم { وَ } مع ذلك { طَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ } بتصريح التكذيب والتقبيح في الأحكامن والمعتقدات، والطاعات والعبادات { فَقَاتِلُوۤاْ } أيها الغزاة المرابطون قلوبكم مع الله ورسوله { أَئِمَّةَ ٱلْكُفْرِ } أي: صناديدهم ورؤساءهم؛ لأنهم ضالون مضلون، وإن تفوهوا بالعهد والميثاق لا تبالوا بهم وبعهودهم { إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ } أصلاً؛ لتخمير طينتهم على الشرك والشقاق { لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ } [التوبة: 12] وينتبهون؛ أي: سفلتهم الضالون عمَّا عليه رؤساؤهم المضلون بعد انقراضهم.

ثمَّ قال سبحانه تحريضاً للمؤمنين على القتال على وجه المبالغة: { أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَّكَثُوۤاْ أَيْمَانَهُمْ وَ } بعد نقضهم الأيمان والعهود { هَمُّواْ } أي: قصدوا واهتموا { بِإِخْرَاجِ ٱلرَّسُولِ } من مكة { وَ } الحال أنه { هُم } قوم { بَدَءُوكُمْ } بالمعاداة والمخاصمة { أَوَّلَ مَرَّةٍ } في بدء الإسلام حين تحدوا مع رسول الله بالمعارضة فأفحموا، والتجأوا إلى المقارعة والمشاجرة { أَتَخْشَوْنَهُمْ } منهم أيها المؤمنون في مقاتلتهم أن يحلقكم مكروه من جانبهم أم تداهنون معهم وتضعفون عنهم؟! وإن خشيتم عن لحقوق المكروه وعروض المنكر { فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ } لأنه قادر على وجوه الانتقامات، فعليكم أن تخشوا من الله ومخالفة أمره وحكمه { إِن كُنتُمْ مُّؤُمِنِينَ } [التوبة: 13] بالله وبأوامره ونواهيه.