الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَٱلْفَجْرِ } * { وَلَيالٍ عَشْرٍ } * { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } * { وَٱلَّيلِ إِذَا يَسْرِ } * { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ } * { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } * { إِرَمَ ذَاتِ ٱلْعِمَادِ } * { ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ } * { وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ }

{ وَٱلْفَجْرِ } [الفجر: 1] أي: وحق انفلاق صبح السعادة المتنفس بأنفاس الرحمانية المتلألئ من سماء العماء وأفق عالم الأعلى اللاهوتي.

{ وَلَيالٍ عَشْرٍ } [الفجر: 2] أي: ويحق ليالي الحواس العشر، المقبلة إلى الإدبار والانمحاء عند انجلاء الفجر اللاهوتي وصبح العماء الذاتي.

{ وَٱلشَّفْعِ } أي: شفع الملوين الجديدن، وارتفاعهما عن العين وانمحائهما عن البين { وَٱلْوَتْرِ } [الفجر: 3] أي: الوجود الوحداني، المطلق، المنزه عن التعدد والتكثر مطلقاً في ذاته.

{ وَٱلَّيلِ } أي: ليل العدم المظلم في ذاته { إِذَا يَسْرِ } [الفجر: 4] وذهبت ظلمته بامتداد أظلال الوجود وشروق شمس الذات عليه.

{ هَلْ } يحتاج { فِي ذَلِكَ } أي: في كل واحد من المقسمات العظيمة الشأن { قَسَمٌ } ويمين يؤكدهما { لِّذِى حِجْرٍ } [الفجر: 5] عقل فطري خالص عن شوب الوهم والخيال، خال عن مزاحمة مطلق الإلف والعادات الحاصلة من الرسوم والتقليدات، الناشئة من ظلمَّات الطبيعة.

وبالجملة: أقسم سبحانه بحق هذه المقسمات الرفيعة القدر والمكان أنه سبحانه يعذب أصحاب الزيغ والضلال، المقيدين بسلاسل الحرس وأغلال الآمال في الدنيا بشهوات الإمكان، وفي الآخرة بدركات النيران؛ يعني: كفار مكة خذلهم الله.

استبعدت يا أكمل الرسل تعذيبنا إياهم وانتقامنا عنهم { أَلَمْ تَرَ } أي: ألم تعلم ولم تخبر بالتواتر الموجب للجزم واليقين { كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } [الفجر: 6] يعني: كذي أهل عاداً.

{ إِرَمَ } اسم لبنائهم وبلدهم { ذَاتِ ٱلْعِمَادِ } [الفجر: 7] أي: الأساطين الطوال شديدة الأساس، رفيعة السمك، عريضة الجدار.

{ ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ } ولم يوجد { مِثْلُهَا } أي: مثل بنائهم وبلدهم { فِي ٱلْبِلاَدِ } [الفجر: 8] في الإحكام والرفعة وأنواع النزاهة واللطافة، وهم كانوا أكثر الناس أعماراً وأولاداً وأموالاً وجاهاً وثروة بأضعاف هؤلاء المسرفين المفسدين، فأهلكهم سبحانه واستأصلهم بعدما أفرطوا في أطوارهم الخارجة عن حد الاعتدال { وَثَمُودَ } يعني: كيف فعل بثمود أيضاً ما فعل من الهلاك، مع أنهم { ٱلَّذِينَ جَابُواْ } قطعوا ونقبوا { ٱلصَّخْرَ } أي: صخور الجبال { بِٱلْوَادِ } [الفجر: 9] أي: بواد القرى، واتخذوا فيها بلاداً حصينة منيعة من شدة قدرتهم وقوتهم، مع ذلك أهلكهم سبحانه.