الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمَلاۤئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } * { ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّٰمٍ لِّلْعَبِيدِ } * { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

{ وَلَوْ تَرَىٰ } أيها الرائي وقت { إِذْ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمَلاۤئِكَةُ } أي: يتوفاهم الملائكة، ويقتلهم يوم بدر حال كونهم { يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ } من يأتي منهم من أمامهم { وَأَدْبَارَهُمْ } أي: يضربون من خلفهم من يأتي من ورائهم { وَ } يقولون حين ضربهم وقتلهم تقريعاً وتوبيخاً: { ذُوقُواْ } أيها المعاندون المعادون مع الله ورسوله { عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } [الأنفال: 50] أي: أنموذج عذاب النار حتى تصلوا إليها، ولو رأيت حالهم حينئذٍ أيها الرائي لرأيت أمراً فظيعاً فجيعاً.

{ ذٰلِكَ } العذاب والنكال في النشأة الأولى والآخرة إنما عرض عليكم أيها المسرفون { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ } أي: بشؤم ما كسبتم لأنفسكم من الكفر والشرك ومعاداة الرسول والمؤمنين، وبمقدار ما اقترفتم بلا ظلم عليكم { وَ } اعلموا { أَنَّ ٱللَّهَ } المستوي على العدل القويم { لَيْسَ بِظَلَّٰمٍ } أي: ظالم { لِّلْعَبِيدِ } [الأنفال: 51] الذين يظلمون أنفسهم باقتراف المعاصي والآثام، بل يجازيهم على مقتضى جرائمهم عدلاً منه سبحانه.

إذ دأب هؤلاء المصرين المعاندين { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ } أي: سنتهم وعملهم كعمل آل فرعون وسنتهم { وَ } كدأب القوم { ٱلَّذِينَ } مضوا { مِن قَبْلِهِمْ } كعاد وثمود { كَفَرُواْ } أولئك البعداء الخارجون عن طريق الحق { بِآيَاتِ ٱللَّهِ } المنزلة على رسله عتواً وعناداً كهؤلاء المصرين المستكبرين { فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ } المنتقم منهم { بِذُنُوبِهِمْ } التي كسبوها لنفوسهم كهؤلاء { إِنَّ ٱللَّهَ } المتعزز برداء العظمة والجلال { قَوِيٌّ } على الانتقام { شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } [الأنفال: 52] على من خرج عن مقتضى أمره، بحيث لا يرفع عقابه شيء.

{ ذٰلِكَ } أي: حلول الغضب والنكال عليهم { بِأَنَّ ٱللَّهَ } المنعم المفضل { لَمْ يَكُ مُغَيِّراً } مبدلاً محولاً { نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ } تفضلاً وامتناناً { حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ } ويبلدوا { مَا بِأَنْفُسِهِمْ } من مقتضيات العبودية والانقياد بالخروج عن حدود الله، ونقض عهوده وارتكاب نواهيه ومحظوراته، وتكذيب آياته ورسله كما غيرها قريش { وَأَنَّ ٱللَّهَ } المطلع لأحوال عباده { سَمِيعٌ } لما يقولون على الله وعلى رسوله حين بطرهم وغفلتهم { عَلِيمٌ } [الأنفال: 53] بما يخفون في نفوسهم من الأباطيل.