الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ } * { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ } * { وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } مقتضى إيمانكم: الاعتصام بحول الله وقوته عليكم { إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً } من الكفار { فَٱثْبُتُواْ } وتمكنوا تجاة العدو ولا تضطربوا، ولا تستدبروا { وَ } بعد استقراركم وثباتكم { ٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ } ذكراً { كَثِيراً } واستعينوا منه وتوكلوا عليه { لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ } [الأنفال: 45] تفوزون بالنصر والظفر، والغلبة والغنيمة إن أخلصتم النية.

{ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } في جميع حالاتكم، سيما عند المقابلة ومقاتلة العدو { وَلاَ تَنَازَعُواْ } باختلاف الآراء والأهواء، بل فوضوا أمورككم إلى الله ورسوله، وإن وقع النزاع والمخالفة بينكم { فَتَفْشَلُواْ } وتضعفوا فيفتر عزمكم { وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ } أي: دولتكم وهيبتكم التي ظهرت عليكم من نور الإسلام { وَ } بعدما سمعتم ما سمعتم { ٱصْبِرُوۤاْ } على مشاق الجهاد، ورابطوا قلوبكم إلى الله ورسوله { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ } [الأنفال: 46] المرابطين المتمكنين، يعين عليهم وينصرهم.

{ وَلاَ تَكُونُواْ } أيها المؤمنون القاصدون نحو الجهاد { كَٱلَّذِينَ } أي: كالكفار الذين { خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم } يعني: مكة للقتال { بَطَراً } مفاخرين مباهين بعددهم وعُددهم { وَ } يقصدون بذلك الخروج { رِئَآءَ ٱلنَّاسِ } ليثنوا بالشجاعة والسماحة { وَ } هم بمجرد هذا القصد الفاسد والنية الكاسدة { يَصُدُّونَ } أي: ينصرفون ويحرفون { عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } الموضوع على العدل القويم، المسمى بالصراط المستقيم { وَٱللَّهُ } المطلع بجميع أحوالهم { بِمَا يَعْمَلُونَ } ويؤملون من المخايل الفاسدة { مُحِيطٌ } [الأنفال: 47] بعلمه الحضوري، يجازيهم عليها بمقتضى علمه وخبرته.