الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِذْ يُرِيكَهُمُ ٱللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي ٱلأَمْرِ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } * { وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ ٱلْتَقَيْتُمْ فِيۤ أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِيۤ أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ ٱللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ }

اذكر يا أكمل الرسل وقت { إِذْ يُرِيكَهُمُ ٱللَّهُ } أي: أعدائك { فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً } مما كانوا عليه، تشجيعاً لكل ولأصحابك { وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً } وعلى شوكتهم التي هم فيها { لَّفَشِلْتُمْ } وخيبتم ألبتة رهبةً وهيبةً { وَ } بعدما خيبتم { لَتَنَازَعْتُمْ فِي ٱلأَمْرِ } أي: أمر القتال بعدما عرفتم كثرتهم وشوكتهم، بل تشرفون على الاستدبار والانهزام { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ سَلَّمَ } أي: أنعم عليكم بالسلامة من الفشل والتنازع بإنزال السكينة والوقار على قلوبكم؛ بسبب تلبيس التقليل { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } [الأنفال: 43] بعلم مآل أمركم وعاقبته، لذلك لبَّس عليكم؛ ليجرئكم على القتال لإعلاء كلمة توحيده ونصر دينه.

{ وَ } اذكروا أيضاً إمداد الله إياكم بتلبيس الأمر عليكم { إِذْ يُرِيكُمُوهُمْ } أي: أعداءكم { إِذِ ٱلْتَقَيْتُمْ } صافين من الطرفين { فِيۤ أَعْيُنِكُمْ } كما في منامكم { قَلِيلاً } لتستقلوهم وتجترءوا عليهم { وَ } يلبس أمركم عليهم أيضاً تغريراً لهم ومكراً؛ إذ { يُقَلِّلُكُمْ فِيۤ أَعْيُنِهِمْ } حتى لا يبالوا بكم ويجمعكم؛ ولذلك قال أبو جهل حين تراءت الفئتان: إن محمداً وأصحابه أكلة جذور، وإنما فعل سبحانه ما فعل من التلبيس على كلا الفريقين { لِيَقْضِيَ ٱللَّهُ أَمْراً كَانَ } عنده { مَفْعُولاً } حتماً { وَ } بالجملة: { إِلَى ٱللَّهِ } لا إلى غيره { تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } [الأنفال: 44] كلها؛ إذ منه بدأ وإليع يعود.