الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ } * { لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ ٱلْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ }

ثمَّ قال سبحانه: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ستروا الحق، وأصروا على الباطل عناداً واستبكاراً إلى حيث { يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ } على وجه الصدقة لمتجيشين { لِيَصُدُّواْ } ويمنعوا أهل الحق { عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } إعلاءً للباطل على الحق، وترويجاً للضلالة على الهداية، وذلك يوم بدر { فَسَيُنفِقُونَهَا } كثيراً أيضاً على هذه النية؛ تتميماً لغرضهم الفاسد ورأيهم الكاسد، فلا يصلون إلى مبتغاهم أصلاً وإن بالغوا في الإنفاق.

{ ثُمَّ } بعدما تنبهوا بعدم إفادتها { تَكُونُ } وتصير تلك الصدقة والإنفاق { عَلَيْهِمْ حَسْرَةً } متمكنة راسخة في قلوبهم، مورثة لحزن طويل؛ لتضييع المال بلا ترتيب فائدة تبغونها { ثُمَّ يُغْلَبُونَ } وهذا أعظم { وَ } بالجلمة: { ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } بالله، وأعرضوا عن دينه ونبيه وكتابه { إِلَىٰ جَهَنَّمَ } البعد والخذلان، وسعير الطرد والحرمان { يُحْشَرُونَ } [الأنفال: 36] يساقون سوق البهائم والمسخ.

وإنَّما يفعل بهم سبحانه هذا { لِيَمِيزَ ٱللَّهُ } الناقد البصير لأعمال عباده { ٱلْخَبِيثَ } المنغمس في الكفر والضلال { مِنَ ٱلطَّيِّبِ } الصافي عن شوب الكدر مطلقاً { وَ } بعد فصله وتمييزه { يَجْعَلَ ٱلْخَبِيثَ } جملة واحدة، بأن يضم { بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ } ويجمعه { جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ } ويطرحه بعد جمعه وتركيمه { فِي جَهَنَّمَ } الإمكان وجحيم الخذلان، وبالجملة: { أُوْلَـٰئِكَ } البعداء المنعمسون في خباثة الكفر والطغيان { هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } [الأنفال: 37] المقصورون على الخسران الأبدي، والمجبولون على الحرمان السرمدي، ليس لهم نصيب من مستلذات الجنان، وحظ من لقاء الرحيم الرحمن الكريم المنَّان.