الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَمَا كَانُوۤاْ أَوْلِيَآءَهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ ٱلْمُتَّقُونَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ ٱلْبَيْتِ إِلاَّ مُكَآءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ }

{ وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ } أي: أيّ شيء يمنع تعذيب الله إياهم مع أنهم مستحقون للعذاب؟ وكيف لا يعذبون هؤلاء المستكبرون المعاندون { وَهُمْ } من شدة عتوهم وعنادهم { يَصُدُّونَ } ويصرفون المؤمنين { عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } والطواف نحو البيت مدعين ولايته؟! { وَ } الحال أنهم { مَا كَانُوۤاْ أَوْلِيَآءَهُ } أي: ليس لهم صلاحية الولاية في بيت الله؛ لخباثة كفرهم وفسقهم، وعدم لياقتهم { إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ ٱلْمُتَّقُونَ } الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش، ويتطهرون عن المعاصي والآثام مطلقاً { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } [الأنفال: 34] عدم ولايتهم ولياقتهم لها، ومع ذلك يدعونها مكابرةً واستكباراً وإن كان بعضهم يعلم ولكن يعاند.

{ وَ } بعدما لم يصلحوا لولاية البيت { مَا كَانَ صَلاَتُهُمْ } ودعاؤهم { عِندَ ٱلْبَيْتِ } المعدّ للتوجه والتقرب نحو الحق على وجه الخضوع والانكسار، والتذلل والافتقار { إِلاَّ مُكَآءً } صفيراً وصداء { وَتَصْدِيَةً } تصفيقاً وتبختراً، مع أنهم يدعون ولايته ورعاية حرمته، وما ذكل إلا من أمارات الاستهانة والاستخفاف المسلتزم للكفر { فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ } أيها المنهمكون في الضلال { بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } [الأنفال: 35] في النشاة الأولى والأخرى.