الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ } * { ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { ذٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ }

اذكر يا أكمل الرسل، وذكر من تبعك فضل الله عليك وعلى أصحابك وقت { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ } المأمورين؛ لعونك وإمدادك حين ازداد رعب أصحابك من اقتحام القتال، قائلاً له: { أَنِّي } بكمال حولي وقوتي { مَعَكُمْ } حاضر عندكم، شهيد عليكم { فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } في مكانهم تجاه العدو حتى يستدبروا؛ إذ { سَأُلْقِي } من كما لنصري وعوني للمؤمنين { فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي: قلوب العدو { ٱلرُّعْبَ } من المؤمنين فاستكثروهم واستدبروا منهم، ومتى استدبر العدو { فَٱضْرِبُواْ } أيها المؤمنون { فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ } أي: أعاليها { وَ } إن وضعوا جننهم وأيديهم على أعناقهم؛ حفظاً لها { ٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ } [الأنفال: 12] أي: جميع أصابعهم؛ لئلا يبقى لهم استعداد للقتال أصلاً؛ حتى لا يكروا عليكم.

{ ذٰلِكَ } أي انهزامهم وانخذالهم { بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } أي: خاصموا وخالفوا مع الله ورسوله { وَمَن يُشَاقِقِ ٱللَّهَ } القادر المقتدر على كل ما أراد من القهر والانتقام { وَ } يخاصم { رَسُولَهُ } المؤيد من عنده؛ لتبليغ الأحكام استحق انواع العقوبة والنكال من عنده { فَإِنَّ ٱللَّهَ } المتعزز برداء العظمة والجلال { شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } [الأنفال: 13] صعب الانتقام سريع الحساب على من خالف أمره وعادى رسوله.

{ ذٰلِكُمْ } أي: أنواع العقوبة والعقاب نازل على من تعدى حدود الله وكذب رسوله { فَذُوقُوهُ } أيها المخالفون المصرون ما أعدَّ لكم من العذاب { وَ } اعلموا { أَنَّ لِلْكَافِرِينَ } المصرين المتمردين { عَذَابَ ٱلنَّارِ } [الأنفال: 14] يخلدون فيها أبد الآباد.