الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَقَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ ٱتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ } * { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ } * { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَانُواْ هُمُ ٱلْخَاسِرِينَ } * { فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يٰقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَـٰلَـٰتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ ءَاسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَٰفِرِينَ }

ومن حسن محاورة شعيب عليه السلام مع أمته ومجاملته معه لقب بالخطيب بين الأنبياء.

{ وَ } بعدما سمعوا منه ما سمعوا { قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ } لمتابعيهم ترهيباً وتهديداً على وجه المبالغة والتأكيد: والله { لَئِنِ ٱتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً } عليه السلام وآمنتم له وسمعتم قوله في ترك البخس والتطفيف { إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ } [الأعراف: 90] في بضاعتكم ومعاملتكم، ثم لما بالغوا في الضلال والإضلال استحقوا الانتقام والنكال.

{ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ } والزلزلة الشديدة فخر عليهم سقوف بيوتهمه { فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ } التي يستقرون فيها { جَاثِمِينَ } [الأعراف: 91] جامدين ميتين.

وبالجملة: { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا } أي: استؤصلوا وانقرضوا إلى حيث صاروا كأن لم يسكنوا ولم يكونوا في تلك الديار أصلاً، بل الحق إن { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَانُواْ هُمُ ٱلْخَاسِرِينَ } [الأعراف: 92] المقصورين على الخسران في النشأة الأولى والأخرى.

{ فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ } شعيب عليه السلام بعدما شاهد حالتهم واستحقاقهم للعذاب { وَقَالَ } متأسفاً متحزناً على مقتضى شفقته، مضيفاً لهم إلى نفسه: { يٰقَوْمِ } المنهمكين في الغفلة المبالغين في الإصرار والاستكبار { لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَـٰلَـٰتِ رَبِّي } حتى لا يلحق بكم ما لحق { وَنَصَحْتُ لَكُمْ } بإذنه سبحانه وبالغت في نصحي، فلم تقبلوا مني نصحي ولم تصدقوا قولي، ثم كذب هواجس نفسه وأنكر عليها؛ خوفاً من غضب الله، فقال: { فَكَيْفَ ءَاسَىٰ } أتحزن { عَلَىٰ قَوْمٍ } كانوا { كَٰفِرِينَ } [الأعراف: 93] لنعم الحق مكذبين لأوامره مستحقين لما نزل عليها بسوء معاملتهم مع الله بعد ورود ما ورد من الوعد والوعيد؟.