الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِٱلَّذِيۤ أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَٱصْبِرُواْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ ٱللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَاكِمِينَ } * { قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يٰشُعَيْبُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ } * { قَدِ ٱفْتَرَيْنَا عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا ٱللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّعُودَ فِيهَآ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا ٱفْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِٱلْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْفَاتِحِينَ }

{ وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِٱلَّذِيۤ أُرْسِلْتُ بِهِ } من العدالة الصورية والمعنوية { وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ } عناداً واستكباراً { فَٱصْبِرُواْ } وانتظروا { حَتَّىٰ يَحْكُمَ ٱللَّهُ } يمقتضى عدله { بَيْنَنَا } أي: بين الفريقين بالنصر على من آمن والقهر على من كفر واستكبر { وَهُوَ } سبحانه في ذاته { خَيْرُ ٱلْحَاكِمِينَ } [الأعراف: 87] يحكم بمقتضى حكمته المتقنة المتفرعة على العدالة الحقيقية.

وبعدما سمعوا منه ما سمعوا { قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ } على وجه المبالغة والتأكيد وعدم المبالاة: { لَنُخْرِجَنَّكَ } البتة { يٰشُعَيْبُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ } وصدقوا قولك { مِن قَرْيَتِنَآ } كرهاً وإجلاً { أَوْ لَتَعُودُنَّ } أنت ومن معك { فِي مِلَّتِنَا } التي كنتم عليها من قبل { قَالَ } عليه لسلام مستبعداً مستنكراً: { أَوَلَوْ كُنَّا } في الأيام السالفة أيضاً { كَارِهِينَ } [الأعراف: 88] منكرين ملتكم التي أنتم عليها، فتعيدوننا إليها، وكيف نعود؟!

{ قَدِ ٱفْتَرَيْنَا } البتة { عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا } وصرنا { فِي مِلَّتِكُمْ } سيما { بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا ٱللَّهُ } المنجي لعباده عن ظلمة الكفر { مِنْهَا } وألهمنا بطلان ما أنتم عليه { وَ } بالجملة: { مَا يَكُونُ } يجوز ويصح { لَنَآ أَن نَّعُودَ } ونرجع { فِيهَآ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } عودنا ومصيرنا إليه؛ إذ هو { رَبُّنَا } يربينا بلطفه بما هو خير لنا، وإن كان فيها خيراً بعيدنا إليها؛ إذ { وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً } تحققاً وحضوراً لذلك { عَلَى ٱللَّهِ } لا على غيره من الأسباب { تَوَكَّلْنَا } في جميع ما جرى علينا، واتخذناه، وكيلاً لجميع أمورنا { رَبَّنَا } يا من ربانا بأنواع اللطف والكرم { ٱفْتَحْ } واقض على ما جرى عليه حكمك وقضاؤك { بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِٱلْحَقِّ } المطابق للواقع والموافق لما ثبت في لوح القضاء { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْفَاتِحِينَ } [الأعراف: 89] الحاكمين بين ذوي الخصومات.